عبدالعزيز الفضلي

من الأمور التي تثير السخرية، الاجتماع الذي عقد الخميس في طهران، والذي جمع حكومات ايران وسورية وروسيا من أجل بحث موضوع «مكافحة الإرهاب»!

هذا الاجتماع يذكرني باجتماع يعقده مجموعة من اللصوص بدعوى نشر الأمن في بلد ما والمحافظة على ممتلكاته. أو اجتماع تعقده مجموعة من الراقصات والهدف نشر الفضيلة في المجتمع!

كيف لحكومة طهران الموغلة في التطرف والإرهاب أن تتحدث عن محاربة الإرهاب؟

أليست هي من تدعم التطرف والإرهاب في العراق؟

أليس خبراؤها وبعض ميليشياتها هم من يمارسون الإرهاب وقتل المدنيين كما يجري حاليا في الفلوجة؟

أليست طهران هي التي تدعم الانقلابيين المتطرفين الحوثيين في اليمن وتمدهم بالسلاح، وتقوم بتدريبهم على العمليات الإرهابية؟

ألم تعترف الخلايا الإرهابية والتجسسية التي قُبض عليها في الكويت بانتمائها لإيران، وأنها كانت على صلة ببعض أعضاء السفارة الإيرانية؟

فكيف لدولة سجلها التاريخي حافل بسفك الدماء، والتعدي على حقوق الإنسان، أن تتحدث عن محاربة التطرف والإرهاب؟

وأما النظام السوري، فلست بحاجة للتذكير بالإرهاب الذي يمارسه يومياً ضد الشعب السوري الشقيق، فلم تبق مدينة إلا وهدمها، ولم تبق دماء إلا وسفكها حتى تجاوز عدد الضحايا المدنيين منذ انطلاق الثورة السورية، أكثر من ٢٠٠ ألف قتيل، وأكثر من مليوني جريح. وأما النازحون الهاربون من بطش النظام فوصل عددهم إلى قرابة ٧ ملايين.

لم يترك النظام أسلوباً إرهابياً مجرماً إلا واستخدمه ضد المدنيين الأبرياء، ثم يأتي بعد ذلك ليتحدث عن محاربته للإرهاب!

وأما تاريخ روسيا الإجرامي، فهو أسود ملطخ بالدماء، فهي وريثة الاتحاد السوفياتي الذي احتل أفغانستان وقام بقتل المدنيين حتى تجاوز عددهم أكثر من مليون ونصف المليون. والروس هم من دمروا مدينة غروزني عاصمة الشيشان واحتلوها. واليوم نرى صواريخ طيرانهم الحربي تصب حمم الموت فوق رؤوس المدنيين الأبرياء، وهم يستخدمون كل أنواع الصواريخ - حتى المحرمة منها دوليا - ضد المدنيين الأبرياء، فلم تميز تلك الصواريخ بين شيخ أو طفل أو امرأة أو مسلح، فالكل في نظرها أهداف مشروعة.

بل لم تفرق بين ثكنة عسكرية وبين مسجد أو مدرسة أو سوق أو مستشفى، فكلها في شريعتها أماكن تجمّعٍ تؤوي إرهابيين لا يوجد ما يمنع من تدميرها، وكان من آخر إجرامهم - إلى لحظة كتابة المقال - تدميرهم مستشفى «البيان» في حلب والذي راح ضحيته العديد من المدنيين بينهم مرضى وطواقم طبية.

إن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يحق لفتاة الليل أن تتحدث عن الشرف.

إننا نرجو ونطمح ونتمنى من دولنا العربية والإسلامية التي لم تتلطخ يدها بدماء الأبرياء، أن تعقد تحالفا قوياً وفاعلاً لحماية المسلمين المستضعفين في كل مكان.

تحالفٌ ينصر المظلوم ويدفع الظالم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، إعلامياً واقتصادياً وسياسياً، وحتى عسكرياً إن لزم الأمر.

فمشاهد القتلى الأبرياء من النساء والأطفال في الشام والفلوجة وغيرها من البلاد لتدمى لها القلوب، ونخشى أن يُسائلنا الله تعالى عنها يوم القيامة لِمَ لمْ ننصرها أو ندافع عنها، مع قدرتنا على ذلك.

والله تعالى يقول «وإن استنصروكم في الدِّين فعليكم النصر». فهل من مجيب؟