أيمن الحماد

عشر عمليات إرهابية ضربت ست دول إسلامية تحمل بصمات تنظيم "داعش" الإرهابي تم تنفيذها خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هذه العمليات ضربت ماليزيا، وبنغلاديش، والمملكة "ثلاث عمليات" بينها عملية جوار الحرم النبوي، وعملية في تركيا، وأخرى في العراق في الكرادة، وإفشال ثلاث محاولات في الكويت. وقد كانت أكثرها دموية تلك التي وقعت في العراق حيث سقط 290 قتيلاً، تليها في عدد الضحايا عملية مطار أتاتورك في إسطنبول إذ خلف الهجوم الإرهابي 44 قتيلاً بخلاف الجرحى الذين بلغ عددهم 240 مصاباً.

تبعث هذه العمليات بعدة رسائل لا يمكننا اجتزاء سياقها مما يجري على الأرض في سورية والعراق حيث تعرض التنظيم الإرهابي لضربتين موجعتين؛ الأولى في العراق حيث هزم في الفلوجة في معركة أثيرت حولها تجاوزات بحق المدنيين، إلا أن الهدف النهائي أنجز بتحرير المدينة لتبدأ الاستعدادات لمعركة الموصل التي يحاول التنظيم قطع سكانها عن العالم الخارجي بعد أن صادر وسائل الاتصال بالعالم من منازل السكان، وبالرغم من ذلك لن تكون عملية تحرير هذه المدينة المعقدة على المستوى الاثني والتي تحتل موقعاً استراتيجياً أمراً سهلاً.

الضربة الثانية تتمثل بحصار مدينة منبج شمال سورية والتي تمثل محطة تزود للتنظيم وسيؤدي قطعها إلى حالة موت بطيء وشح على مستوى الموارد بسبب الحصار الذي تقوده مجموعات سورية كردية يرجح أن يؤدي في النهاية إلى سقوط المدينة الاستراتيجية قريباً، لاسيما في ظل الدعم والإمداد الأميركي.

تكشف لنا سلسلة الحوادث والتفجيرات أن قدرة التنظيم على التجنيد خارج نطاق تواجده لا تزال متوفرة، وأن عناصره من المحرضين أو معتنقي فكره في تلك الدول لا تزال تأخذ توجيهات وأوامر بتنفيذ عمليات يبدو أنها تأخذ طابعاً عشوائياً ومشتتاً.. ويريد التنظيم أن يرسل رسالة مفادها بأنه لا يزال يسيطر، وفي الوقت نفسه يعمل على تشتيت الانتباه عنه وعن مواقع تمركزه في العراق وسورية بنقل عملياته إلى خارجهما، لكنه على المستوى الأيديولوجي آخذ بالسقوط ويسهم في تعرية نفسه لاسيما بعد عملية الحرم النبوي التي رسّخت القناعات بضلالية المنهج الذي يتبعه هذا التنظيم الذي يضفي على نشاطه صبغة إسلامية في حين أنه يهاجم أكثر المواقع الإسلامية قداسة.