خالد السليمان

شخصيا لا أعرف سر مشاركة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عقد في فرنسا مؤخرا، لكنني أيضا لا أفهم سبب انتقاد «البعض» لهذه المشاركة بحجة أنها تبرر للإيرانيين تدخلهم في الشؤون الداخلية لجيرانها، فمن قرأ انتقاداتهم ظن أن النظام الإيراني لم يدس أنفه في الشأن الخليجي طيلة 30 عاما منذ نجاح الثورة الخمينية !

30 عاما مضت كانت حافلة بالمؤامرات، والأعمال الإرهابية، وإثارة القلاقل، وبث الفتن، وتجنيد الخونة، وتشكيل الطوابير الخامسة، حتى تحولت في السنوات الأخيرة إلى اللعب على المكشوف والتدخل المباشر في العراق وسورية واليمن ولبنان، ثم يأتيك من يتقمص المثالية الساذجة ليقدم لنا دروسا في السياسة بينما يكاد الإيرانيون يطرقون أبواب بيته !
برأيي أن مشاركة الأمير تركي الفيصل إلى جوار العشرات من الشخصيات السياسية العالمية في مؤتمر باريس رغم أنه لا يحمل أي صفة رسمية قد تكون حملت رسالة بالغة الأهمية للإيرانيين بأن قواعد السياسة السعودية تجاه العبث الإيراني في المنطقة يمكن أن تتغير لتجرع النظام الإيراني من نفس الكأس الذي جرعته دول المنطقة طيلة عقود من الزمن !

فالدبلوماسية السعودية القائمة منذ توحيد البلاد وقيام المملكة على مبادئ احترام حسن الجوار واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الأعمال العدوانية الإيرانية التي تهدد مصالح وأمن المملكة، وما ردود الفعل الهستيرية داخل طهران إلا دليل على أن الرسالة قد وصلت !&