مصطفى العبيدي&&

عادت الدعوات إلى إقامة أقاليم في المحافظات السنية العراقية إلى الظهور العلني بالتزامن مع خوض القوات العراقية، معارك تحرير المناطق الخاضعة لتنظيم «الدولة».

فقد اكد تحالف القوى العراقية ( السني) انه لا يعارض إقامة إقليم محافظة كركوك شمال العراق.

وأعلن الناطق الرسمي لتحالف القوى النائب خالد المفرجي في مؤتمر صحافي في مجلس النواب، «أننا لا نعارض اقامة إقليم كركوك، كأحد الحلول لمشكلة وضع المحافظة التي تضم تشكيلة من مكونات المجتمع العراقي من العرب والتركمان والكرد».

وذكر المفرجي، وهو نائب عن كركوك، أن المكون العربي في محافظة كركوك ينتظر معركة تحرير الحويجة لإبداء الرأي النهائي بشأن إعلان الإقليم، بالتنسيق مع باقي المكونات في المحافظة.

وضمن الاطار ذاته، بحث أسامة النجيفي رئيس ائتلاف «متحدون» مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ووفد من الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة القيادي الكردي ملا بختيار، الأوضاع السياسية والمعركة المرتقبة لتحرير الموصل.

وتطرق إلى مستقبل محافظة نينوى بعد مرحلة «تنظيم الدولة»، مشيرا إلى ما سماه» ارادة مواطني نينوى باقامة إقليم ضمن الحدود الجغرافية للمحافظة يضم مجموعة محافظات تستوعب التنوع وحقوق المكونات فيها».

وكرر النجيفي رفضه لمشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، مؤكدا على ضرورة احترام ارادة ورأي شعب نينوى في ذلك».

وذكر بيان لمكتب النجيفي، أن الأخير «أكد عدم استغلال الظروف من أجل تحقيق مكاسب ضيقة لا تنسجم مع المصلحة الوطنية العليا، واحترام هوية المناطق وخياراتها وارادتها، وعدم تغييب أية جهة سياسية». ومن جهته، اشار القيادي في الاتحاد الوطني ملا بختيار، إلى معركة تحرير الموصل وحساسيتها الفائقة، مؤكدا أن التحرير الحقيقي هو خدمة الناس وحل مشاكلهم».

وكان مؤتمر عقد في دهوك مؤخرا للقوى السياسية والعشائرية في محافظة نينوى طالب باقامة إقليم الموصل بعد تحريره من تنظيم «الدولة».

وتحدث في المؤتمر الذي تابعته «القدس العربي» ،العديد من الشخصيات السياسية والعشائرية والاجتماعية العربية والكردية، التي عبرت عن قناعتها أن حل مشاكل المحافظة وإزالة مخاوف مكوناتها المختلفة، وضمان عدم تكرار ظاهرة «التنظيم» فيها، يتطلب إدارة سكانها لامورها بانفسهم، وذلك من خلال اقامة إقليم الموصل الذي لا يتعارض مع الدستور العراقي.

وتحدث معن عبد الكريم رئيس تجمع نينوى، في المؤتمر بان الدعوة إلى اقامة إقليم الموصل هو عمل تطوعي بمبادرة من مكونات المحافظة من العرب والكرد ودون رعاية من اي جهة، مؤكدا ان الإقليم ستكون له علاقة تعاون مميزة مع إقليم كردستان ومع باقي مناطق العراق.

وأشار الناشط معن زكريا إلى أن بغداد اصبحت بعيدة عن مشاكل الموصل ومطالب اهلها، ومن حق المحافظة وفق الدستور ان تتقدم بطلب تحويلها إلى إقليم لديه استقلالية في ادارة شؤونه ضمن العراق الاتحادي.

ويعتقد مراقبون في بغداد، ان مخاوف سكان المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة تنظيم «الدولة» من مشاكل مرحلة ما بعد التنظيم، واحتمال استمرار سياسة اقصاء سكان تلك المناطق عن ادارة شؤون محافظاتهم، اضافة إلى دعم هذه الدعوات من بعض القوى السياسية العراقية والإقليمية، قد شجع بعض القوى على اعادة طرح فكرة اقامة الإقليم السني التي سبق ان طرحت ايام الاعتصامات في المحافظات السنية عامي 2013و 2014، عادين ذلك الحل لمشكلة المكون السني ومنع تهميشه.