أشرف الصباغ
تُوجت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا بتوجهه إلى معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسي في موسكو، أمس، ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية، حيث أعرب رئيس المعهد أناتولي توركانوف عن ارتياحه الكبير لنتائج زيارة الملك سلمان إلى موسكو، مشيرا إلى أن معهده يتشرف بتقديمه شهادة الدكتوراه الفخرية. وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز معهد العلاقات الدولية على منحه هذه الشهادة، معربا عن سعادته بها، مؤكدا أن هذا المعهد يمثل عنوانا للتعاون في مجال التطوير العلمي والفكر لتعزيز لغة الحوار بين الحضارات.
تدعيم الجوانب الثقافية
نظمت على هامش الأسبوع الثقافي السعودي في روسيا أمس، جلسة خاصة بمشاركة إعلاميين سعوديين وروس، وذلك لبحث التحديات التي يواجهها العمل الصحفي والإعلامي في العالم، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على إقامة تبادل وشراكة في الإعلام ضمن برامج محددة، أغلبها برامج تدريب وبرامج إنشاء معلومات متبادلة بين المملكة وروسيا. وصرح وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد خلال حديثه، أنه لا يشك أبدا في أن وسائل الإعلام الحديثة لها نفوذ كبير وتؤثر في الأوضاع الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى ضرورة توخي الموضوعية، مؤكدا وجود نقص في المعلومات عن المملكة داخل روسيا، لافتا إلى أن الوزارة تحاول قدر الإمكان في الفترة القادمة سد هذه الفجوة خاصة في الأمور الثقافية والفنية.
تغطيات الإعلام الروسي
واصلت وسائل الإعلام الروسية تحليلاتها لزيارة الملك سلمان إلى موسكو، حيث تناولت صحيفة «أرجومينتي إي فاكتي»، فرضية المستقبل التي أساسها المصالح العملية.
ونقلت الصحيفة على لسان الأكاديمي المستعرب المختص بشؤون الشرق الأوسط، جريجور يكوساتش، أن التداول حول الزيارة الحالية استمرت على مدار العامين، مشيرا إلى أن ثقل المملكة في المقام الأول سيعيد تنظيم العلاقات بين روسيا وإيران . وأوضح المحلل الروسي أن التقارب بين الرياض وموسكو ، وتحويل هذا التعاون إلى قاعدة متينة ستترك أثرها في التقليل من التناقضات السياسية وتخفيف حدتها، وبالتالي إحالتها إلى المشهد الخلفي.
الاستراتيجية مع الصين
أشار الأكاديمي الروسي إلى أن الرياض جربت استراتيجية مماثلة إلى حد ما مع بكين، حيث إنه على الرغم من الخلافات السابقة في وجهات النظر السياسية بين البلدين، فإن هذا لم يحل دون التعاون الاقتصادي الذي بلغ درجات عالية بين البلدين. وأوضح المحلل أن المملكة اليوم قوة رائدة في العالمين العربي والإسلامي، ومن المستحيل تطوير العلاقات مع هذين العالمين من دون بناء علاقات سليمة معها، لافتا إلى أن الرئيس بوتين أدرك هذا الأمر جيدا وبذل مساع نشطة منذ وقت مبكر.
تحالفات جديدة
رأى موقع «برافدا.رو» الروسي في تقريره، أن الخبراء الروس يعتقدون أن موسكو قد تلعب دورا للوساطة وتقريب وجهات النظر بين طهران والرياض، آخذين بعين الاعتبار أن موسكو تحتفظ بعلاقات جيدة ليس فقط مع طهران بل مع الرياض أيضا.
وأوضح الموقع أن موسكو ترى أنها يمكن أن تتوسط في تحسين العلاقات بين الرياض وطهران على أساس التفاهمات والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وانعطف الموقع إلى سيناريو آخر، مشيرا إلى أن المسؤولين الأتراك لا يخفون حقيقة أن أنقرة تستطيع أن تقوم بمهمة الوساطة بين طهران والرياض، لا سيما أن العلاقة بين البلدين شهدت تقاربا كبيرا . وأشار الموقع إلى أن السيناريو الثالث يتعلق بالصين، حيث رأى الموقع أنه من المفارقات أن بكين البعيدة عن الشرق الأوسط، تملك حظا كبيرا في أن تصبح وسيطا بين السعودية وإيران، حيث أكد الزعيم الصيني شي جين بينج خلال زيارته إلى السعودية في يناير العام الماضي، أن بلاده قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ولعب دور الوسيط لإيجاد حل سلمي للأزمات، في وقت يرى الخبراء الروس أن بكين تملك فرصة جيدة للعب دور الوسيط، فهي لا تتدخل في مشاكل الشرق الأوسط، كما تقف على مسافة واحدة بين كل الدول .
التعليقات