محمد الحمادي 

لم يكن ينقص شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» إلا الخطوة التي تم الإعلان عنها أمس، وهي أن تكون جميع شركاتها بهوية واحدة وتعمل وفق رؤية موحدة، فهذه الشركة التي تأسست قبل نصف قرن تقريباً، واحدة من قصص النجاح الكبيرة في دولة الإمارات،

وكانت ضمن الرؤى المستقبلية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الذي رأى أن من المهم أن يكون لمصدر الدخل الرئيس في ذلك الوقت شركة وطنية تكون أداة الحكومة للمشاركة في الصناعة البترولية، وهذا ما تم بالفعل، ففي شهر نوفمبر من عام 1971 تم تأسيس الشركة، وترأسها في ذلك الوقت معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، ثم كان الرئيس التالي الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، واستمرت عملية البناء والتطوير والتوسع في هذه الشركة إلى أن أصبحت واحدة من أهم شركات البترول في العالم من خلال رأسمالها وأعمالها المتنوعة حتى نجحت في أن تعتمد على نفسها بالقيام بالكثير من الأعمال المتخصصة والدقيقة التي كانت تناط بالشركات العملاقة العاملة على مستوى العالم.

«أدنوك» ليست مجرد شركة نفط، وإنما هي مؤسسة وطنية شاركت منذ اليوم الأول في عملية التنمية الاقتصادية عندما كان النفط المصدر الأول والأوحد للدخل في أبوظبي والإمارات، وكذلك شاركت في التنمية البشرية، ونجحت في خلق نموذج لبيئة العمل المتميزة، ويوم أمس شاهدنا تلك الاحتفالية الجميلة التي شاركت فيها كل تلك الأعداد من الموظفين الذين نفتخر بهم وأغلبيتهم من المواطنين وأصبحوا يتواجدون في مختلف القطاعات والمواقع، حتى في الحقول التي تقع في الجزر البعيدة نجد أبناء الإمارات، بل حتى بنات الإمارات يعملون بجد واجتهاد، وهذا جانب مهم لا يمكن تجاهله عندما نتكلم عن نجاح الشركة في صناعة النفط، فقد نجحت بكل المقاييس في صناعة الإنسان المتميز ذي الكفاءة التي يفتخر بها الجميع.

شركة أدنوك التي تأسست برأسمال قدره 20 مليون دينار بحريني، أصبحت اليوم عملاقاً في عالم النفط، ويفخر بها مواطنو الإمارات، فقد نجحت بقياداتها الشابة في تجاوز جميع التحديات وفي الوقت نفسه استمرت في تجديد نفسها لتتعايش مع تحديات الأسواق ومستجدات صناعة النفط، ولم تتغافل عن خبرات الكفاءات المخضرمة التي تنال حقها من التقدير، وتتم الاستفادة منها بالطريقة التي تخدم الشركة وإمارة أبوظبي.

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في تغريداته أمس: «النجاح حليف المؤسسات المرنة، التي تواكب العصر وتستشرف المستقبل وتوظف إمكاناتها ومواردها البشرية بالشكل الأمثل أداءً وإنتاجية»، وإن «توحيد الهوية المؤسسية لشركات أدنوك يدعم توجهاتها نحو الريادة والتنافسية».. وواضح أن هذا ما استوعبه رئيس «أدنوك» د. سلطان الجابر وفريق عمله، وقاموا بتنفيذه لتحافظ «أدنوك» على ريادتها، وتبقى في صلب المنافسة.