رائد جبر 

إذا قدر لحملة الانتخابات الرئاسية الروسية أن تسير وفقاً للسيناريو الذي بدأت ملامحه تتبلور حالياً، قد يجد الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، في آذار (مارس) المقبل، في مواجهة أربع حسناوات روسيات أعلنّ عزمهن خوض المنافسة للتربع على عرش الكرملين.

لن تكون المنافسة سهلة، على رغم أن فرص أي مرشح ضد بوتين تكاد تكون معدومة. لكن مواجهة جيش صغير من الحسناوات محفوفة بالأخطار، حتى لو كان المنافس هو الزعيم الروسي الذي تحاك قصص وروايات عن مغامراته النسائية.

والحديث عن ترشيح وجه نسائي لخوض السباق الرئاسي ليس جديداً في روسيا، خصوصاً في إطار مساعي الكرملين لتغيير الصورة النمطية للمرشحين التقليديين، وهم زعماء الأحزاب الممثلة في البرلمان التي يصفها بعضهم في روسيا بأنها «معارضة لطيفة ومنزوعة الأنياب».

وتردد في أوقات سابقة، اسم رئيسة مجلس الفيديرالية (الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو باعتبارها «منافسة جديرة بخوض السباق». لكن المفاجئ أن تستهل المعركة الانتخابية بترشيح شابات في مقتبل العمر ولم يسبق لإحداهن أن مارست السياسة.

فتحت الباب أمام زميلاتها، كسينيا سوبتشاك (36 سنة) مقدمة البرامج التلفزيونية الجريئة، وابنة عمدة سان بطرسبورغ السابق أناتولي سوبتشاك الذي كان أول من وضع قدم بوتين على سلم السياسة. وهي معروفة بمواقفها المعارضة بحدة لبوتين حالياً، واعترفت بأنها «لا تملك برنامجاً انتخابياً» و «لا تفقه كثيراً بالسياسة»، لكنها قررت الترشح «لأن التغيير ضروري لمصلحة الشعب الروسي».

وأغرى التطور نجمة استعراضات الإثارة أنفيسا تشيخوفا (30 سنة)، التي تربعت سابقاً على عرش «النساء الأكثر إثارة في روسيا». اقترح ترشيحها للرئاسة حزب صغير يطلق على نفسه اسم «الأعمال الطيبة»، وأعلن في بيان أن الشابة الحسناء «أفضل من يدافع عن مصالح الشعب».

وبدت تشيخوفا واثقة بقدرتها على جمع 200 ألف توقيع، وفقاً للشروط القانونية للترشح، باعتبارها «تحصد عادة أكثر من هذا الرقم في إعجابات فايسبوك»! ونشرت بيان الترشح على صفحتها في «إنستاغرام» لتأكيد حجم التأييد.

وبما أن شعار «مصلحة الشعب» بات يوحد الراغبين والراغبات في خوض السباق، لم يكن مستغرباً أن تلتحق ممثلة الأفلام الإباحية يلينا بيركوفا (28 سنة) بركب المتطلعين لاحتلال العرش.

ونشرت الممثلة مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أكدت فيه نيتها خوض السباق ودعت «معجبيها» إلى دعم القرار.

وأعلنت بعض بنود برنامجها الانتخابي، وتشتمل «فرض رقابة على ملابس النساء» لأن «من يهتم بسيارته وينفق عليها الأولى به أن يهتم بهندامه». واستحداث مادة «التربية الجنسية» في المدارس، وفرض «ضريبة على الفقر» بذريعة أن «كل مواطن عليه أن يعمل وسأوفر فرصاً للجميع»، كما أعلنت نيتها توفير تسهيلات مصرفية لدعم قطاعات البزنس الصغيرة. ولوحت بإعادة العمل بعقوبة الإعدام ضد مرتكبي جرائم التحرش الجنسي.

أما الصحافية والناشطة الحقوقية يكاترينا غوردون (37 سنة)، فهي الوحيدة التي تحدثت عن وضع برنامج انتخابي متكامل، وتعهدت بعقد مؤتمر صحافي موسع قريباً لإعلان ملامحه الرئيسة. وقالت غوردن إنه في حال فوزها بمقعد الرئيس ستلجأ بالتأكيد إلى مشورة الرئيس بوتين، معتبرة أنه «سيكون من الغباء عدم الإفادة من نصائح أكثر السياسيين الروس إشراقاً وخبرة».

وقللت في المقابل من شأن المعارضة الروسية، معتبرة أنه «لا توجد معارضة حقيقية لأن أحداً لم يسمح لها بأن تتكون». وزادت: «من يسمّون أنفسهم معارضين، ويظهرون بهذه الصفة على شاشات القنوات التلفزيونية الفيديرالية، هم مجرد صنيعة».