مرسى عطا الله

لم يكن غريبا ولا مفاجئا أن تعلن واشنطن تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس إلى منطقة الشرق الأوسط فى ضوء احتجاجات الغضب التى تعم المنطقة منذ إعلان الوعد المشئوم للرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ولست أعرف ما إذا كانت الفترة المقبلة سوف تسفر عن خطوة أمريكية عاقلة تساعد على فتح طريق للفهم والتفاهم واحتواء الغضب العربى، أم أن الاستعلاء الأمريكى سيجعل طريق التفاهم طريقا مسدودا لأجل غير مسمي.

لقد أصبح الجو بين أمريكا والأمة العربية مشحونا بكل عوامل التوتر بعد استخدام واشنطن حق الفيتو ضد مشروع القرار المصرى فى مجلس الأمن وهو تصرف أحمق زاد الطين بلة وأدى إلى تعميق الشكوك والريب المترسبة من كل الماضى على طول عمر القضية الفلسطينية وليس بسبب الوعد المشئوم بشأن القدس فقط، فالمعنى الوحيد للفيتو ـ الأحمق ـ بعد الوعد المشئوم أن كل ما يهم واشنطن هو المبالغة فى إظهار الانحياز المطلق لإسرائيل وتجاهل محاولات التودد والصداقة من جانب العرب.

وفى مثل هذه الأجواء المشحونة كان من الصعب بل ومن المستحيل أن تتم زيارة نائب الرئيس الأمريكى للمنطقة خصوصا وأنه لم يستبق موعد الزيارة ولو بتصريح دعائى يحمل بارقة أمل فى احتمالية أن تفكر واشنطن فى مراجعة وعد ترامب حتى تكسب بعض الود المفتقد فى الشارع العربى.

ولست أبالغ عندما أقول: إن واشنطن تدفع ثمن عدم الإنصات جيدا لنصائح دبلوماسية قدمتها القاهرة لإثناء ترامب عن الوعد المشئوم، ومحاولة تصحيح ما جرى بتجنب استخدام حق الفيتو بناء على ما تراه مصر ــ وهو صحيح ــ إن الوضع فى المنطقة يجتاز الآن مرحلة بالغة الدقة والخطر... وما فهمته من بعض ما سمعته عن نصيحة السيسى لترامب أن وضع القدس بالغ الحساسية والاقتراب منه سيصنع أخطار، غير محدودة ينبغى وضعها فى الحساب، ولكن ترامب أصم أذنيه بحماقة العناد المتأصلة فى شخصيته!

خير الكلام:

<< بشاعة الجرم أذكت نار غضبتنا والرعد يدوى حزينا يا أحبتنا !