سمير عطا الله

 لاحقت الأضواء أمل علم الدين منذ زواجها من جورج كلوني، أحد مشاهير السينما العالمية. وكان طبيعياً أن تسلط الأضواء على ما تهواه الأكثرية من الناس: ثياب اللبنانية التي أحبها وسيم هوليوود، وأزياؤها، والأماكن التي تذهب إليها برفقة الزوج النجم.


واهتمت الصحافة العربية بالمحامية الشابة من الجانب العاطفي. فهذا الوجه العالمي المفاجئ، هو في النهاية وجه عربي. وهذه السيدة الراقية هي نموذج نقدمه إلى العالم. وفي هذه الكثرة لم يكن من مفر من ظهور بعض السطحيات. ولم يبق أحد إلا وانتسب إلى أمل بالقربى أو المعرفة. وقال أحد التجار إنه رباها طفلة ودللها وكانت تناديه عمو. يا للحدث التاريخي.
وفي هذه الهجمة من تجاهل المتعجلين أشياء أساسية كثيرة، أهمها أن أمل علم الدين واحدة من أبرز أهل القانون في بريطانيا. وفيما أشار البعض إلى والدتها، الزميلة بارعة علم الدين، أُغفل عن الجميع البحث في سيرة والدها رمزي علم الدين، القادم من إحدى أبرز العائلات الأدبية والسياسية في لبنان.
بعد الأسابيع الأولى من مهرجان الأضواء الذي رافق أمل باعتبارها زوجة نجم شهير، عادت هي إلى عملها وشخصيتها الحقيقية، ومكانتها العالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان. وذكَّرت أمل العالم بأن مكانها الحقيقي ليس في السينما، بل في دنيا الواقع، وأن وجودها إلى جانب الزوج الممثل لا يؤثر على مهمتها في تمثيل قضايا المظلومين حول العالم.
نشأت أمل علم الدين في أسرة عريقة، تهتم بالقضايا المهمة. وكان خيارها في دراسة القانون تأثراً بما سمعته وعرفته عن عائلة أبيها، التي أعطت لبنان كبار الحقوقيين والأدباء والشعراء، من أخواله سعيد تقي الدين، إلى بهيج، إلى منير، إلى أمين، إلى رياض، إلى سائر أفراد الدوحة.
«للأضواء» طرقها في إثارة اهتمام الناس. لكن يجب ألا تحجب تألق أمل علم الدين كسيدة عاملة في القضايا العالمية، وليست مجرد زوجة نجم شهير. أمل في عالمها ليست أقل من جورج كلوني في عالمه. وبالنسبة إلينا في لبنان، هي امتداد لعائلة كثيرة الأعلام.
لكن أمل خرجت من نطاقنا الصغير إلى الشهرة العالمية، ولسنا نحن من يضع قواعد التعامل مع هذه الشهرة أو مع طرائقها. كل ما يحق لنا، هو شيء من التصويب. أو التوضيح. وكنا نتمنى ألا يطغى إطار الضوء العابر على جذور أمل في بعقلين، وهي جذور يفاخر بها كل لبنان. جذور ضاربة في العبقرية والمواهب الخارقة، مثل سعيد تقي الدين، خال أبيها، وليست ضاربة في حداثة النعمة.. . . . . . .