مشاري الذايدي
ما زلنا، مع رمضان، في حديث الشخصيات المؤثرة والمثيرة والثرية في تاريخنا، القديم منها والجديد، الداثر والحاضر.
اليوم الحديث عن شخصية سياسية من الطراز الرفيع، صاحب قرار صلب، ورؤية غنية، وإرادة فولاذية، وتوقير للعلم واحترام للحجة والبرهان.
عسكري مؤسس، مدني متمرس، ليّن الجناب، مع الأصحاب، وحربة على الأعداء الأجناب. حسب صورة بديعة رسمها ذات اليوم الشاعر السعودي غازي بن عون.
حديثنا عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ركن الإمارات الركين، مع محمد ثانٍ، ومبدع، هو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
الشيخ محمد بن زايد، رجل مؤثر، استثمر قوة دولة الإمارات في الخير وصالح العرب، وهو الحليف الأوفى يوم بار الحلفاء، وتكاثر الأعداء، مع المملكة العربية السعودية.
أحصر حديثي عنه في هذا الملمح، ملمح الوفاء والصدق في أيام الشدّة مع السعودية، وإلا فالرجل له صفحات أخرى مضيئة في ملفات التنمية الداخلية للشعب الإماراتي، والنهضة العلمية، والتفوق العسكري الإماراتي.
لدى دولة الإمارات، بفضل عزيمة ورؤية محمد بن زايد، موقف حازم عميق الجذور، مع جماعات الفوضى السياسية، من المتدثرين بورقة الدين، أعني جماعات الإسلام السياسي، وأم هذه الجماعات، جماعة الإخوان المسلمين.
لموقفه الصلب هذا استهدفته الدعايات الإخوانية، سواء من خلال منظومة قطر الإعلامية، أو الشبكات الإخوانية، وما تناسل منها، مثل «القاعدة» و«النصرة» والسرورية وعصابات ليبيا.
كلهم، رموا هذه الشخصية عن قوس واحدة، سهام الإعلام، ولكن الحقائق تبقى والأوهام تضمحلّ، وقبل أيام زار الشيخ محمد بن زايد خادم الحرمين الملك سلمان بجدة، بحضور الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، وكان رفقته، نخبة من قادة الأمن والسياسة في الإمارات.
مما قاله محمد بن زايد في زيارته تلك: «دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقفان معاً في خندق واحد في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه دول المنطقة».
لو فتّش المفتّش في أوراق الحلفاء وأنصاف الحلفاء والأعداء وأنصاف الأعداء، سيجد دولة الإمارات، ومحمد بن زايد، أول الحلفاء، وأصدقهم، وأمضاهم عزيمة. و«لا يهون الآخرون».
قبل ذلك، الشاعر السعودي المرحوم، بندر بن سرور، قال عن والد محمد، الشيخ المؤسس، زايد آل نهيان، بطريقة الشعر النبطي:
«زايد على كل العرب بالوفا زاد/ ساق المراجل لين وقّف عددها».
وقبل ذلك قال شاعر عربي قديم، مسكين الدارمي بالفصحى:
«أخاكَ أخاكَ إنَّ مَنْ لا أخا له/ كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ».
التعليقات