صالح الشيحي

لغة دبلوماسية فاخرة غير معتادة تستخدمها بلادنا في عهد ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز..
ليس من السهل مهما حاولت أن تُصدر قرارا كالذي صدر ليل الأحد بذات المفردات الفذة والفريدة..
اعتدنا أن بيانات الشجب والقطيعة في أغلب الحالات المشابهة في العالم تأتي جافة مشوبة بمفردات التهديد والوعيد، وخالية من المشاعر الإنسانية.. لكن أن تعبر عن أسفك لقطع علاقتك وتظهر مشاعر الحب فهذه ليست سوى مشاعر إنسانية جاءت بصورة بيان!
تقدم المملكة في خطابها الذي أعلنت من خلاله قطع علاقاتها بالشقيقة قطر عددا من الذرائع المؤدبة، أولها: «انطلاقا من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي».. على الرغم من كون ما سيأتي في بقية البيان يبرر استعمال لغة أقسى وأعنف!
في جزء آخر من البيان تتجلى اللغة أكثر: «كما تمنع، بكل أسف، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور 
المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة؛
مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين..»،
وتأكيدا لغايتها النبيلة ودوافعها الصادقة تؤكد بلادنا في ذات الخطاب الأخوي أن الشعب القطري هو «امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة، وجزء من أرومتها، وستظل المملكة سندا للشعب القطري الشقيق وداعمة لأمنه واستقراره».. 
إن بلدا يخاطب بلدا آخر في «خطاب المقاطعة» بهذه اللغة الأخوية المهذبة العالية رغم كل معاناتها التي ألمحت إليها في خطابها على استحياء، لحريٌ بالآخر مبادلتها الحب بالوفاء، والاحتفاظ بها، وبالعلاقة معها، والتكاتف معها، وكف الأذى عنها.. 
الخلاصة: تدرك بلادنا بقيادتها الحكيمة مدى متانة العلاقة التي تربط الشعبين السعودي والقطري ببعضهما، وهو ما أكدت عليه الرسائل الأربع التي تضمنها الخطاب.. المهم أن يدرك ذلك بعض المتطفلين على المشهد القطري..