علي سعد الموسى 

يقول الأخ العزيز، وهكذا سأظل أناديه أخاً عزيزاً رغم كل شيء، عبدالله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية ما قبل البارحة على قناة الجزيزة: أتحدى أي كاتب سعودي أن يكتب جملة (الأخ القطري الشقيق) في ظل سياسة الإملاء والكبت ببلده. يضيف: أتحدى أي كاتب سعودي أن يكتب لنا عن المستفيد الأول من هذا الخلاف الخطير في فض وقطع العلاقة ما بين الدولتين السلفيتين الوحيدتين على وجه الأرض، مثلما أتحدى أي كاتب 
أو مفكر مثقف سعودي أن يلتزم الحياد الإيجابي مثلما فعل الإعلام القطري في صمته واحترامه لدول الجوار
من الأشقاء الخليجيين في ثنايا هذه الأزمة، كل ما كان نقلاً بالحرف.
ولأننا في شهر رمضان الكريم، فلا تبرير لي لحديث العذبة إلا أنه «صائم» ينام طيلة النهار الساخن جداً في المناخ والسياسة ثم يستيقظ في المساء ليهرف في ليله بما لم يشاهد أو يسمع ما كان في نهاره.
أما القطري الشقيق، أخي عبدالله، وأنت منهم، فهم لنا أشقاء حياة ودم ودين وقبيلة، هم في أعيننا وفي قلوبنا وهم مثلنا أكثر تعقلاً وفهماً أننا أمام أزمة سنعبر فوقها مع الزمن القصير. هذا حال الإخوة الأشقاء ولولا العشم والعتب لما كنا على قدر هذا الألم من طعنة شقيق.
أخي الشقيق، عبدالله العذبة: أما سؤالك الموجه إلى «الأنتلجنسيا» السعودية أن تكتشف من هو المستفيد الأول
من دق إسفين الشقاق بين الدولتين السلفيتين الوحيدتين، فالمسألة لا تحتاج إلى مثقف أو مجهر أو تلسكوب.
أنا أعتقد أخي، عبدالله العذبة أن المستفيد الوحيد من هذا إما أن تكون البوذية أو الماروبا المنغولية، وإما أن تكون قبائل الهوتسي الإفريقية أو قبائل هنود الإنديز الحمر في كولومبيا والإكوادور.
نحن هنا في مجتمع الخليج العربي لا نعتقد أن لإيران الفارسية الصفوية أي مصلحة في شق الصف السلفي الواقف أمامها على الضفة الأخرى، ونحن هنا أخي الشقيق لا نعتقد أن إيران وملاليها يطمعون في أكثر مما حصلوا عليه وهم يسيطرون على أربع عواصم عربية مكتملة.
أخي عبدالله: صح النوم فلقد فضحت الجواب التلقائي بسذاجة السؤال. أما الحياد الذي تتحدث عنه وعن رزانة وثقل الإعلام القطري والتزامه الصمت أو الحياد فمن قلمك ندينك: من هو الذي خرج إلينا صباح السابع والعشرين من مايو الماضي بالصفحة الأولى ممتلئة بصور كتاب ورؤساء تحرير الصحافة السعودية مطلقاً عليهم أرذل الألقاب وأقذر الصفات في جملة المانشيت التي يستحي حتى الجاهل أن يكتبها في جدار صحافة دورات المياه. صح النوم.