علي محمد الفيروز
يوم «جمعة الغضب» كان مختلفاً عن غيره... فقد انتفضت القدس في تظاهرات شعبية غاضبة ضد الاحتلال ونصرة للمسجد الاقصى المبارك، اصيب خلالها عشرات الفلسطينيين في مواجهة عنيفة في القدس الشرقية والضفة الغربية ومناطق اخرى تنديداً بالاجراءات القمعية والتعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال امام المسجد الاقصى واهمها وضع بوابات الكترونية على مدار مداخله ما ادى الى رفض المقدسيين أداء الصلوات الخمس داخل الحرم القدسي احتجاجاً، وبالتالي كان يوم جمعة الغضب، بمثابة رسالة تعبر عن مدى الترهيب اليومي الذي يعيشه اهل القدس والضفة المحتلتين، فيما جرت مواجهات دامية في الخليل وبيت لحم وعلى حاجز قلنديا العسكري بين مدينتي القدس ورام الله تعبيراً عن رفض استمرار بوابات كشف المعادن في مكانها لحين تقييم الاوضاع الامنية، وما هي الا اجراءات سياسية مغلفة بغلاف امني وهمي لفرض السيطرة الكاملة على المسجد الاقصى لتقسيمه زمانياً ومكانياً!
ولكن سيبقى موقف الشعب الفلسطيني صلباً في وجه الاحتلال الصهيوني واجراءاته ولن يدخل المصلون عبر هذه الآلات والبوابات الالكترونية، وبإيمانه القوي سيصلي في اقرب منطقة ممكنة الى المسجد الاقصى، وهي عند ابواب المجلس والاسباط والسلسلة حتى تبوء كل الاجراءات والمخططات الصهيونية في القدس والاقصى بالفشل امام خيار المقاومة والصمود.
فالحقيقة ظاهرة أمام العالم مهما يصدر العدو الصهيوني من إجراءات لاغيتال القدس بعروبتها واسلاميتها، والادعاء الكاذب بأن المسجد بحاجة الى حماية هي احد اكاذيب الاحتلال. نعم انها حجج واهية لا تتعلق بواقع الحال الامني في القدس. ورداً على هذه الافعال والاكاذيب دعت المرجعيات الدينية والفصائل الوطنية الشعب الفلسطيني المناضل الى اغلاق المساجد جميعها في القدس والتوجه للصلاة في البلدة القديمة احتجاجاً على محاولات الاحتلال بتغيير اجراءات التفتيش داخل المسجد الاقصى وتغيير معالم القدس الاسلامي اضافة الى السماح للمستوطنين اليهود بدخول الحرم القدسي تحت حماية امنية لزيارة الباحة وتدنيس الاقصى في اوقات محددة مع السياح الاجانب عبر باب المغاربة لممارسة شعارهم الدينية والمجاهرة بنية بناء هيكلهم السليماني المزعوم في المسجد الاقصى!
ان غضب الاحتجاجات الشعبية مستمر ولن يتوقف تحت شعار «نصرة الاقصى»، فلن يهدأ للفلسطينيين بال، الا حينما تقرر سلطات الاحتلال الغاء كل التدابير الامنية الجديدة لدخول الاقصى المبارك وازالة كل اجهزة الكشف الذاتي عند مداخله. وفي ضوء هذه الاحتجاجات، حذرت الأمة العربية والاسلامية السلطات الاسرائيلية من التلاعب بمقدسات الفلسطينيين خاصة والاستهانة بمشاعر العرب والمسلمين في انحاء العالم بصفة عامة، نعم نرفض ونستنكر كل المحاولات الصهيونية القائمة على فرض سياسات وحقائق جديدة على الأرض الفلسطينية، فهذه الاجراءات والاعتداءات القمعية والحصار المشدد بمثابة انتهاكات صريحة لقرارات الشرعية الدولية وتتطلب استصدار موقف دولي صارم في وجه العدوان الاسرائيلي تجاه الاقصى لازالة كل الحواجز والبوابات الالكترونية.
من اقوال السيدة غولدا مائير رئيسة وزراء الحكومة الاسرائيلية السابقة: «عندما احرقنا المسجد الاقصى لم انم طوال الليل، كنت خائفة من ان يدخل العرب اسرائيل افواجاً من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل اي شيء نريده، فنحن امام امة نائمة».
اليوم يا سادة، دار الأوقاف في مدينة القدس تعلن فقدانها السيطرة على المسجد الاقصى، والآن الحرم القدسي بلا أذان ولا إمام ولا مصلين، يا أيها العرب وأيها المسلمون في بقاع العالم: الاقصى يناديكم فلا تبخلوا لنصرته... حسبنا الله ونعم الوكيل...
التعليقات