هيا عبد العزيز المنيع

حاول النظام القطري استغلال موسم الحج ببعض التصرفات غير المتزنة مطالباً تارة بتدويل مكة المكرمة والمدينة المنورة وتارة بحجة منع السعودية الأشقاء القطريين من الحج..؟؟ رعونة الدبلوماسية القطرية باتت مقلقة للقطريين العقلاء أنفسهم.

لن نتكلم عن خدمة المملكة للحجاج فتلك استحقاقات نلتزم بها كسعوديين كرمنا الله بخدمة بيته.. والجميل أن شهودنا هنا ليست شركات إعلانية مدفوعة الثمن كما تفعل الدوحة بل ملايين الحجاج من كافة بقاع العالم بين فقير ومليونير صغير وكبير بسيط التعليم وعالم مبتكر رجل وامرأة تنوع بشري مختلف الأجناس والأطياف والخلفيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, بشر وقفت بين يدي الله عابدة ومتطهرة تلك قوة إعلانية أخافت وأثارت غيرة الصغار فحاولوا العبث فخسروا مرة أخرى.. علماً أن وسائل الإعلام العالمية المشهود لها بالمهنية والموضوعية تشكّل أحد منصات التعريف بضخامة الخدمات التي تقدمها السعودية للحجاج.

بحضور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني للرياض ومقابلة نائب الملك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سقطت ورقة التوت عن دبلوماسية التخبط القطري ليس أمام العالم بل أمام الشعب القطري, فالوسيط شيخ قطري من أسرة النظام الحاكم ولكن الحكماء يقدرون العقلاء.

الوساطة لم تنجح في السماح للقطريين كما يعتقد البعض لأنه لم يكن أساساً ممنوعاً، ولكن الوساطة كانت لإنقاذ الحاج القطري من حماقات نظامه ومنعه من التسجيل الإلكتروني للحصول على الترخيص، وهذا نظام متبع مع جميع الحجاج بما فيهم حجاج الداخل سعوديون وغير سعوديين ونظام التخصيص متفق عليه من جميع الدول الإسلامية ومن فيها جاليات إسلامية.. علماً أنه ليس جديد بل معروف ومطبق من عدة سنوات.

بعد نجاح الوساطة في تجاوز حماقات النظام القطري ومنعه القطريين من الحج زادت الرياض بخطوات لتسهيل الحج على أشقائنا بوضع غرفة عمليات خاصة لهم وتوفير رحلات مباشرة لهم من منفذ سلوى للانتقال إلى مكة من مطاري الدمام أو الأحساء حسب رغبة الحاج, علماً أن غرفة العمليات تشمل خدمة جميع المواطنين القطريين الراغبين بزيارة السعودية والتواصل مع أقاربهم أو متابعة أملاكهم وتجارتهم..

لن نتساءل من منع القطريين من الحج..؟؟ لأن الإجابة شأن داخلي لقطر ونحن نحترم سيادة قطر، ولكن للرياض حق أن ترفض صراحة اتهامها بمنع حجاج قطر أو اتهامها أن موقفها من النظام القطري وممارساته الداعمة للإرهاب وإيواء الإرهابيين وزارعي الفتنة في عالمنا العربي عموماً وخاصة دول الجوار أن هذا الموقف يشمل المواطن القطري الذي لا ذنب له سوى أن طموحات نظامه قفزت خارج الشارع القطري لتكون أهدافهم خلق فوضى عامة في الشارع العربي وزعزعته علماً أن الفوضى ضحيتها الشعوب قبل غيرها ولنا في المشهد العربي خير مثال.

محاولة النظام القطري تحويل موسم الحج لمناورات سياسية لن تنجح ولعل النظام القطري يستعيد تجربة إيران التي فشلت بل وتحولت لوصمة عار في الجبين الإيراني, ورغم ذلك لم تمنع السعودية الحجاج الإيرانيين فهل يمكن أن تمنع الحاج القطري..؟؟

أما ادعاء مسؤول قطري أن وزارة الحج والعمرة السعودية امتنعت عن التواصل معه لتأمين سلامة الحجاج القطريين، فإن هذا دليل على أن الدبلوماسية القطرية لا تعرف معنى سيادة الدول وأنها اعتادت على الوصاية.

سلامة الحجاج على مر السنوات كانت محل عناية السعوديين فقط، ولم تحتج الرياض يوماً لدعم خارجي لحماية ضيوف بيوت الله ولم تكن يومًا في حاجة لوصاية خاصة لتأمين أي حاج.