أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، أن الجانب الياباني أعرب خلال اجتماعاته مع الوفد البرلماني الكويتي عن قلقه البالغ من الأزمة الخليجية، كون دول الخليج هي المصدر الأكبر للنفط الذي يشكل عصب الاقتصاد الياباني.

وقال الغانم، إن الجانب الكويتي عمل على تبديد مخاوف اليابانيين بهذا الشأن ، عبر التأكيد على أن تلك الأزمة ، هي أزمة عابرة وسيتم حلها من قبل الاشقاء أنفسهم ، بفضل إرادة دول الخليج مجتمعة وبفضل الجهود الاستثنائية الحثيثة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح .
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغانم خلال حفل استقبال أقامه سفير الكويت لدى اليابان عبدالرحمن العتيبي، حضره عدد كبير من أعضاء مجلس النواب والمستشارين اليابانيين، يمثلون مختلف التيارات السياسية اليابانية وعدد من السياسيين والإعلاميين اليابانيين وسفراء الدول العربية المعتمدين لدى طوكيو ، إضافة الى عدد من الطلبة الكويتيين الدارسين في اليابان.
وقال الغانم «تلقيت خلال لقاءات واجتماعات هذه الزيارة العديد من الاسئلة والاستفسارات، بقلق شديد عن الازمة الخليجية وتداعياتها» مبينا ان الاسئلة التي وجهت له تعبر عن قلق مبرر وهاجس مستحق .
وذكر «أن مصادر الطاقة بالنسبة للصناعات اليابانية تتركز في منطقتنا ونأمل أن يستمر هذا الاعتماد على استيراد النفط الخام والمنتجات النفطية من منطقة الخليج العربي».
وأضاف «أود أن أطمئن الجانب الياباني أننا في الخليج بيت واحد وشعب واحد مهما اختلفنا وان هذه الازمة ستنتهي وسحبها ستنقشع في فترة زمنية وجيزة».
واكد الغانم ثقته بالأشقاء الخليجيين وبحكمة وحنكة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وقيادته لهذه الوساطة الخليجية بدعم اقليمي ودولي وبدعم كلا طرفي الازمة.
وقال مخاطبا الحضور « اطمئنوا مصادر الطاقة بالنسبة لكم لن تكون في خطر فنحن عندما نختلف نعرف كيف نجعل اختلافنا لايؤثر على مصالح الاخرين».
وفي نفس السياق أوضح الغانم أن الخطر الحقيقي في الشرق الأوسط لا يتمثل أو يتجسد في الأزمة الخليجية فهي أزمة عابرة بين أشقاء ولكن الخطر الحقيقي يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين والتي يجب ان تحل بالطرق السلمية وفق قرارات الامم المتحدة.
وقال «ان كافة المنظمات الارهابية التي نشأت في منطقة الشرق الأوسط هي منظمات مؤقتة ستنتهي ، وربما يأتي غيرها طالما لم يتم حل جذر المشكلة الا وهي القضية الفلسطينية» مبينا ان تلك المنظمات الارهابية تتخذ من الاسلام شعارا وهي من الاسلام براء.
واضاف «ان الاسلام دين السلام فهو يجرم ويحرم قتل اي نفس بشرية بغض النظر عن اصولها ودينها او جغرافيتها مضيفا ان مايزيد عن ٩٥ بالمئة من ضحايا المنظمات الارهابية مسلمون وتتوزع خمسة بالمئة مابين كل الاجناس والديانات والطوائف والاعراق الاخرى».
وذكر «ان المنظمات الارهابية صنعت من الخارج لتسيء للاسلام والمسلمين وواجبنا ان نوضح لاصدقائنا حقيقة الاسلام واخلاق المسلمين» مبينا ان منبع هذه المنظمات التي تتغذى وتشرب منه وتتاجر به هو قضية الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية في فلسطين.
وقال «متى ما انتهت هذه القضية فستجف منابع هذه المنظمات الارهابية التي تتخذ من القضية الفلسطينية وانقلاب الموازين قاعدة لتجنيد الانصار بحجة عدم فائدة الحلول السلمية والسياسية للقضية » .

وحول الزيارة التي يقوم بها الوفد الكويتي لليابان قال الغانم »اتينا الى دولة صديقة وشعب صديق منفتحين راغبين في تكوين صداقات جديدة وعميقة وهي امتداد لبعد تاريخي قديم».
واضاف »ارتأينا ان يواكب الجانب البرلماني الجانب الحكومي الرسمي ويعبر عن عمق العلاقة بين الشعوب العربية والشعب الياباني بصفة عامة وبين الشعب الكويتي والشعب الياباني بصفة خاصة».
وقال الغانم »العلاقة مابين الكويت واليابان قديمة جدا تمتد الى ماقبل استقلال الكويت بدءا بالاتفاقية التي وقعت مع اليابان عام ١٩٥٨ والتي تمخض عنها انشاء شركة الزيت العربية المحدودة بين الكويت والمملكة العربية السعودية واليابان».
واختتم الغانم حديثه قائلا «حضرنا الى اليابان ونحن نحمل الانطباع المعروف عن الشعب الياباني الصديق وهو اتقان العمل واحترام الوقت وجودة المنتج »مضيفا ان الشعب الياباني يحترم القانون ويبهر الزائرين باخلاقه وتسامحه وبتعامله ومحبته للاخرين ورغبته الشديدة بالاستماع الى الرأي الاخر.
وحضر الحفل كل من النواب نايف المرداس العجمي وأسامة الشاهين وخالد الشطي وخالد العتيبي وماجد المطيري ومبارك الحريص ومحمد الدلال وعبدالوهاب البابطين وناصر الدوسري.
يذكر ان الرئيس الغانم يقوم حاليا بزيارة رسمية لليابان تستغرق اربعة ايام وذلك تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب الياباني.