&علي البغلي&

&

استمعنا الى مداخلة النائبة اللبنانية بولا يعقوبيان منذ أيام في البرلمان اللبناني.. وهي مداخلة اعتبرها البعض كشفت أوجها للفساد.. وحازت مداخلتها الجريئة إعجاب البعض، ومنهم على ما يبدو رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي صفق لها مع بعض النواب وكثير من الحضور.. جرأة النائبة يعقوبيان تعدت «قاعة البرلمان اللبناني» الى مقابلة تلفزيونية بثتها محطة ام.تي.في اللبنانية مساء الخميس الماضي، هذه المقابلة أثارت ـ ولا تزال ـ ضجة كبيرة في الأوساط اللبنانية السياسية والشعبية.
يعقوبيان قالت إن كثيراً من علامات الاستفهام تحوم حول صفقة اشترك فيها مسؤولون برسم المدعي العام المالي، كما جاء في الخبر.. وقد رد المكتب الاعلامي لهؤلاء المسؤولين، واصفاً ما ورد على لسان يعقوبيان بالاتهامات الافترائية التي لا أساس لها.. كذلك رد محامي أحدهم على هذه الاتهامات ببيان لموكله، جاء فيه ان جميع ما أدلت به النائبة يعقوبيان هو مجرد مزاعم لا أساس لها من الصحة، وترمي بوضوح لمجرد التشهير بموكله حسب قوله، مضيفا أن ذلك جرى وفقا للأسلوب العشوائي والشعبوي.
***
هذا يحدث في لبنان المقسم طائفياً ومناطقياً ونفوذاً بموجب دستوره واتفاقات سياسية ودولية كاتفاقية الطائف وغيرها.. عندنا في الكويت الموقف أوضح.. وسنتكلم هنا عن فساد سياسيين بالتحديد للمقارنة، فقد أثارت القبس منذ عامين مسألة الإيداعات المليونية لبعض النواب فقط، ولم يذكر أو يكن بينهم أي وزير أو مسؤول حكومي.. هؤلاء النواب ومع ثبوت تضخم حساباتهم البنكية، وامتلاء بعض خزانات أمهاتهم بأكداس الملايين، إلا أن القانون لم يأخذهم بتلابيبهم لدهشة الجميع، حيث ذكرت مذكرة حفظ النيابة للقضية «أن القانون لا يجرم ذلك».. لكن أحداً لم يتحرك لا من الحكومة ولا من المجلس لملء ذلك الفراغ التشريعي حتى الآن؟!.. لكن نائباً شاباً، رياض العدساني، أثار الموضوع مرة أخرى، مطالباً بالتحقيق مع بعض النواب السابقين والحاليين.. ولنا على ذلك ملاحظتين:
الأولى: أن الشعب الكويتي كله يعرف من هم أولئك النواب، فلماذا لم يذكر العدساني الأسماء وهو تحت قبة البرلمان كما فعلت النائبة اللبنانية يعقوبيان خارج قبة البرلمان؟
الثاني: لا يعقل أن الفساد يشمل فقط نواباً في المجلس، وماذا عن باقي كبار موظفي الدولة؟.. هل هم أبرياء منه ومن التربح؟! مع أننا والكل يعلم والأحاديث تدور بعكس ذلك من دون دخول في تفاصيل الأمر.. لذلك كله نتمنى أن تنتقل عدوى الجرأة البرلمانية اللبنانية الى ممثلينا في هذا البرلمان المتفرج تقريبا في معظمه على الفساد حتى الآن!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.