&عبدالملك المالكي&&

بعد أن رفض مجلس النواب الأميركي الأربعاء الماضي اقتراحا لإطلاق إجراءات «عزل» الرئيس دونالد ترامب، يكون هذا الإجراء «أحبط» فعليا في الوقت الحالي من دون أن ينهيه تماما، ويكون عملياً أوضح الانقسام البالغ بين الديموقراطيين أنفسهم (أعداء ترامب) وكل من كسب عداوته على خلفية نتائج التحقيق الذي أجراه المدعي الخاص روبرت مولر في شأن التدخل الروسي في انتخابات 2016.


ففي الرابع من نيسان (أبريل) الماضي دعت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020 السيناتورة إليزابيث وورن إلى بدء اتخاذ خطوات تهدف إلى بدء إجراءات عزل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ليكون رد أعضاء مجلس النواب أخيرا صاعقاً، بل ومُوصداً ربما لباب تكهنات «العزل»، وقبله أملها في الوصول إلى كرسي الرئاسة للأبد، وذلك برفض 332 نائبا الاقتراح الذي قدمه النائب الديموقراطي آل غرين، فيما أيده 95 من أعضاء المجلس فقط!

وقبل هذه وتلك، نستطيع القول ان من اهتزت بالفعل جرّاء كل ذلك السجال الذي خلفته «عدائية» الإعلام والحزب الديموقراطي لشخص الرئيس -قبل حزبه بالدرجة الاولى- هي تلك «البروباغندا الإعلامية الأميركية» التي فقدت بريقها لدى الشارع الأميركي قبل غيره، بعد أن كانت تحمل لعقود من الزمن «وحدة أحادية في المنظور الإعلامي الأميركي»، والذي لطالما تميز بسيطرة وسطوة مشاربه على العالم أجمع.

هنا أقول وبكل وضوح انه من «الممكن جدا» البحث فيمن كان ويكون خلف تخلي الإعلام الأميركي عن مصالح «العَلَم» الأميركي، وربما تخليه في المجمل عن «مهنيته» الإعلامية والتفرغ على مدى ثلاثة أعوام ونيف لترصد سكنات الرئيس قبل تحركاته، بُغية عزله أو لنقلها بتلطف «الانتقام» منه. المهنية التي وصفها الرئيس غير مرة بالمنعدمة والحمقاء والكاذبة.

لتظهر حقيقة تقول بعد أن كسب «الرجل السبعيني القوي» جولاته ضد أعدائه والإعلام معاً: ان من «غير الممكن» البحث في مثالب «سيكولوجية» لرجل يؤمن بالبروبغاندا الأمريكية التاريخية، بل ان البحث عن تلك المثالب كمن يبحث عن إبرة في كومة قش لمن تشرب عبر سبعة عقود النظرة الأميركية التي يراها الآخرون «استعلائية»، نظرة ترى أن الولايات ومصالحها ورمزها «الرئيس» فوق أي مصلحة دونية أخرى.

وها هي جميع معاركه التي كسبها بالمجمل، حتى تلك التي خاضها مع الطبقة المثقفة العُليا في الولايات المتحدة «الانتلجنسيا» (intellegentia)، تُثبت أن لّا عِلل ولا أمراض ولا عُقد ولا مركبات نقص -كما ينعته بها أعداؤه- توجد في سيكولوجية «شخص» تصدى في الغالب الأعم بـ «تغريدات شخصية» لآلة إعلامية هائلة، بل وانتصر بـ140 حرفاً على ملايين الأحرف والكلمات لصُحف وقنوات ومنصات تواصل رقمية، كما «صرع» دون هوادة أعدائه وطرحهم أرض كما كان يفعل دوما حلبات «wwe».

&