& محمد لعقاب&&

&&

في الوقت الذي كان فيه بعض الشباب في الحراك الشعبي يرفعون شعارات تندد بالتدخل الإماراتي تحديداً والسعودي بدرجة أقل في الشأن الجزائري، كان كثير من المحللين ينظرون بعين الريبة للدعاية القطرية التي تغذي تلك الشعارات.

وبعد ستة أشهر تقريباً من الحراك، كوّن نشطاء مثقفون في المجتمع المدني لجنة «الدفاع عن الجزائر ضد التآمر القطري»، وفي منتصف شهر أغسطس الفائت نشرت اللجنة بياناً تؤكد فيه أن الإعلام التابع لدولة قطر يعمل دون هوادة وبشكل سافر على تأجيج الوضع في الجزائر باختراقه للحراك، وتوظيفه إعلامياً لإخراجه من طابعه السلمي، وتجنيده لطابور من المحللين والمنظرين الداعين إلى العصيان المدني والنيل من سمعة الجيش وعلى رأسه المجاهد الفريق أحمد قايد صالح قائد الأركان.

ونددت اللجنة بكل ما تقوم به جماعات المصالح المرتبطة بدولة قطر بأذرعها الدينية وشبكاتها الإعلامية والجمعوية.

ودعت الرأي العام الجزائري إلى اليقظة وعدم الانسياق للشعارات العدوانية التي تغذيها قطر وفضح مخططاتها، وحمّلتها وشبكاتها الدولية مسؤولية أنشطتها المنافية للعقل والأخوة، ودعتها إلى الالتزام بالحكمة والروابط الأخوية التي تربط الشعب الجزائري وشقيقه القطري.

وتجدر الإشارة إلى أن المحللين الوطنيين في الجزائر يؤيدون كل مواقف الجيش الساعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت، فضلاً عن محاربة الفساد عن طريق العدالة، ويعتبرون استمرار الحراك حالياً بمثابة حراك مضاد لأنه يستهدف الجيش وقيادته، ولا يحظى بتغطية إعلامية سوى من قبل بعض المواقع الموالية لفرنسا، ولقناتي «المغاربية» و«الجزيرة مباشر»، التي تنقل مسيرات الحراك المضاد عن طريق الهاتف بالتقاط الصور من زاوية تبدو فيه المسيرة ضخمة، بينما لو التقطت الصور من السطوح لاتضح أنها مسيرات قليلة العدد.

وحسب عدة متابعين، فإن الجزيرة تمنح ما معدله سبعة آلاف أورو لمن تستضيفهم من شخصيات للحديث عن الحراك الشعبي ومعظمهم كان لهم موقف عدائي.

كذلك كشفت صحيفة جزائرية أن قطر منحت 400 ألف أورو لقناة «المغاربية» لشن حملة دعائیة قذرة ضد الجزائر، لتمويل فريق متكامل يتكون من إعلاميين وسياسيين وحقوقيين ومحللين وفنانين ومثقفين، يتم استدراجهم من طرف خلية من وزارة خارجية قطر إلى «المغاربية» بهدف تضليل الرأي العام، وتدعو إلى العنف والعصيان المدني.

للتذكير فإن الحكومات الجزائرية المتعاقبة، ومنذ نشأة الجزيرة رفضت منحها مكتباً معتمداً، ووصل الأمر بوزير إعلام جزائري في التسعينات إلى اتهامها بخدمة أجندات إسرائيلية.

&