عبده خال

مات المفكر الإسلامي الدكتور محمد شحرور..

في فترة وجيزة سبقه المترجم صالح علماني وبين الشخصيتين كنت أتحرك على المستوى الإبداعي والفكري، نعم هناك عشرات الشخصيات التي نتابع أنشطتها، ومن خلال آرائها تنمو بناء وتقويضاً، ولأن الإنسان كائن متطور تجد جهوده تسهم بفتح نوافذ من نور، فتهتدي وتغير قناعات كنا نسير عليها حذو القذة بالقذة حتى إذا ظهرت تلك الأفكارالجديدة تجعل الحياة حرثاً جديداً تدفعك لأن تقلب تربة عقلك لتبدأ من جديد في بناء قناعاتك.

الدكتور محمد شحرور -رحمه الله- من تلك الشخصيات التي حرثت تربة المقولات والأحكام الفقهية عبر مئات السنوات لتقدم فكراً اقترب كثيراً من تحرير العقل الجامد، ووسع دائرة مفهوم الإسلام، وحرر العقل من الثبات عند أحكام سابقة، وأدخلنا إلى قراءة القرآن بعقلية متحفزة تفكك النص لتمنحه البعد الإنساني، وخلال مسيرته الكتابية ظل ملتزماً بتفنيد الآراء التقدمية في النص القرآني، وإزاء هذا وجد المعترضين عليه في تزايد إلا أن قلة قليلة - وتحديداً من مصر- ناظروه فكانت الحجة لديه قوية بينما ظل البعض - سقيمي المعرفة- يراوحون بالتهم والشتائم.

إن الإرث الفكري للدكتور محمد شحرور سيظل منارة من أجل البناء عليه وفتح الأبواب للعقل الإسلامي للتحرر من الانغلاق الذي ظل قابعاً فيه لدهور سابقة.

ولأن للرجل عمقاً معرفياً استخدمه للخروج بأفكار جديدة لم نألفها ستظل تتردد، وليس بعيداً أن يطلق عليه - في المستقبل- الإمام محمد شحرور مجدد الفكر الإسلامي.