أحمد الصراف أبحث عن المستفيد
4-5 minutes
قد تأتي انتخابات مجلس الأمة المقبلة وسط أجواء خطط الوقاية من فيروس كورونا المستجد، التي تحمل لواء التباعد الاجتماعي، أو بشكل أدق التباعد الجسدي. فهل ستكون الحملات الانتخابية لهذه الانتخابات جديدة في تكنيكها ومواصفاتها؟.. هل سيغيب عنها كثير من الموروثات التي تميزت بها أجواء الانتخابات في الكويت؟
الخيم الانتخابية يرفضها فيروس كورونا المستجد. والندوات في الديوانيات، التي تتمدد مساحاتها لتصل كراسيها إلى الخارج بشاشات التلفزيون العملاقة، يرفضها هي أيضاً.
هل ستختفي بوفيهات ما لذ وطاب من المأكل والشراب؟.. هل سنفتقد عنوان «أين تذهب هذا المساء» لنتابع أكاذيب فلان ووعود علان وحرقة دم تلان؟
أعتقد أن فيروس كورونا كما سحبنا غصباً عنا إلى أجواء الحكومة الإلكترونية وقربنا منها، جعلنا نكتشف أنها أقرب وأسهل بكثير مما كانت الحكومة تعتقد، فهل ستمتد هذه الآلية لتقدم لنا آلية جديدة للحملات الانتخابية، أو لصورة عصرية للحملات الانتخابية؟
هل سنشهد مناظرات انتخابية راقية بين عدد من المرشحين عبر برامج آلية متقدمة، كما يحصل حالياً في المؤتمرات الصحافية التلفزيونية التي نعزَت الوجود البشري جانباً ووفرت مشاوير من وإلى؟
هل ستتقلص تكاليف الحملات الانتخابية التي كانت تصنع من الطبل بطلاً، وتحول دون دخول البطل إلى المجلس بسبب مفعول المال السياسي؟
كما كان فيروس كورونا المستجد فرصة لنقلنا إلى عالم متطور من التعليم عن بعد، وعالم متطور من تخليص المعاملات عن بعد، أتمنى أن تبعدنا هذه الانتخابات عن طبول كثير من المرشحين ومالهم السياسي، وأن تفرز هذه الانتخابات وتنتقي العقول المتطورة التي تعرف كيف تتحدث وتقنع بعيداً عن القوازي والشاورما.
تخيلوا معي شكل الانتخابات المقبلة في حال استمرت أوضاع كورونا على ما هي عليه من حيث ضرورة تطبيق التباعد الاجتماعي أو الجسدي.. ليس بالأجساد فقط، بل بالفكر التقليدي الذي كان أبعد ما يكون عن مصلحة الوطن ومصالحه.
هل تم التفكير في هذه الصورة في حال استمرت خطط الوقاية والتحرص الحكومية من انتشار وتوسع رقعة هذا الفيروس الذي كان كما الضربة القاضية التي تركت جسد العالم ممدداً في مكانه من دون أي حركة؟
تخيلوا معي لو تحقق ذلك.. كيف ستكون الحملات الانتخابية الإلكترونية المقبلة؟.. عجيييبة!
***
سؤال لحكومتنا الموقرة: هل تم أخذ رأي الشباب الكويتي في الباقة الاقتصادية لعلاج التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا؟ ترى شبابنا عنده الكثير ليقوله و«محتاج أحد يسمعه.. سمعوها مني».















التعليقات