الاضطراب ثنائي القطب، هو اضطراب نفسي يسبّب نوبات من الاكتئاب ونوبات من الابتهاج غير الطبيعي.

يعني بالعربي الفصيح: الواحد يحس نفسه «حبة فوق وحبة تحت».

ولا يحتاج المرء إلى أسباب لذلك، قراءة جريدتين، او متابعة قناتين، أو الاستماع إلى الرأي والرأي الآخر من مختصين في المجال نفسه، أي مجال، كفيلة بذلك.

أو قد لا يحتاج إلى جميع ما سبق من عوامل تثقيف هو في غنى عنها، كون الثقافة أصلاً مصدراً من مصادر الاكتئاب، فالمتشائم هو من يعرف أكثر والمتفائل هو من لا يعرف شيئاً!

كل ما يحتاجه المواطن الكويتي الصالح ليفقد رشده، أن يتابع تصريحات كبار المسؤولين في حكومته الرشيدة...!

بين من يقول إن عصر الرفاه ولىّ، وبين من يؤكد استمرار عصر الوفرة، بين من يرعبنا حين يؤكد أننا نقف على شفا حفرة من الهاوية، وبين من يفرفشنا حين يبشرنا بالانتعاش، ونحن بين هذا وذاك نقف صفاً وحداً متضامنين أمام حكومة تضامنية ضلت تصريحات أعضائها التضامن، بل والتناسق فصارت تكمل بعضها بعضاً: «بتشخط شوية... وتهدي شوية».

في المقابل «وش حيلة المشخوط؟ ليحافظ على هدوئه»!

نحن بحاجة إلى طبيب نفسي لكل مواطن، ليقوم بتأهيله للسيطرة على انفعالاته وردود أفعاله، في التفاعل مع أقوال الحكومة وأفعالها سواء تطابقت أم تخالفت، ولكن من يؤهل الحكومة ومن يؤهل الطبيب إياه إن احتاج إلى طبيب؟

طارت الحاجة للطب النفسي تفوق الحاجة إلى الماء والطعام والماركات، طبعاً لعلاج أسباب الاضطراب ثنائي القطب، الذي سيطر على أقطاب المجتمع كافة، ولكن إن عرف السبب بطُل العجب، ونحن نفرح من دون سبب ونحزن من دون سبب، وفي جميع الحالات ما يفرحنا يحزننا وما يبكينا يضحكنا على أنفسنا، لأننا صدقنا كل الذين ضحكوا علينا فتحولنا إلى اضحوكة!