ـ “بلكونة” الجمعة مقتطفات من كتاب، أو من مجموعة كتب، اليوم نلتقي بثلاثة كتب: رواية “أسرار” لكنُوت هامسُن. ترجمة أماني لازار. ورواية “عرسُ الشاعر” لأنطونيو سكارميتا. و”كيف تُكتَبُ الرّواية” لماركيز. ترجمة صالح علماني:
* من «عرس الشاعر»:
ـ ليلة الزفاف:
لا يُمكِن أنْ تُقبَل كرواية تاريخيّة موثوقة سوى أقوال العروس!. مع أنّها وثيقة شفهيّة تُعاني تاريخيًّا من عائق الذّاتيّة، وأدبيًّا من كونها أسطورة!.
ـ هروب:
*سأهرب.
• إلى أين؟!
* إلى أي مكان.
• ”أي مكان” إنّه مكان رائع!.
ـ الشهادة الجامعيّة:
..، فليس جميع المحامين لصوصًا، أو أنّهم ليسوا كذلك طوال الوقت!،...، لن تُضيف الشهادة الجامعيّة شيئًا إلى أموالك، ولكن حصولك على الدّكتوراه في القانون سيجعلهم يسرقونك مُحاذرين من أنْ يكونوا قد تَمادوا!.
* من «أسرار»:
ـ “الغِشَّة” التي تقصم..:
لو حاولتُ يومًا الحصول على غَرَضٍ ثمينٍ بوسائل غير شريفة، ستصغر قيمة مجموعتي برمّتها في تقديري!.
ـ مذاق:
لا أوَبِّخُ كلّ الرّجال الذين اشتهروا، لكن الصِّيت الذي يُحيط بهم يعجز عن التّأثير فِيَّ!. أنا أحكمُ عليه بمعاييري الخاصّة، من خلال إطار عقلي المحدود وذكائي. بمعنى آخر، أحكمُ عليه من مذاق عملهِ الذي يبقى في فَمِي. ليس هذا لِكَوْنِي متفوِّقًا، بل حسْبِي أنْ أكون ذاتيًّا!.
ـ الملهاة:
انتظِر فقط حتّى يجعلك التّقدم في العمر قاسي القلب وراضيًا عن نفسك!، حينها اذهب إلى الشّابّ وقل: “اترُك كل تلك الزخارف الظّاهريّة”. يتفكّر الشّابّ، يُمعن في التّفكير، ويتوصّل إلى نتيجة مفادها أنّ هذا حقًّا ما يَعِظُ به “الإنجيل”. لكنه لا “يترك” ويستمر بارتكاب المعاصي بسعادة طوال أربعين عامًا. عندما تمضي الأربعون سنة ويهرم الشّابّ. يسرج فَرَسه النّاصعة البياض ويمتطيها رافعًا رايته،.. ، عاليًا، بِيَدِهِ النّحيلة مُبشِّرًا شباب العالَم برسالة الدِّينِ عن التّوبة!. إنها لَمَلْهَاة تُكرِّرُ نفسها بلا نهاية!.
* من «كيف تُكتَب الرّواية»:
ـ تحرر اختلاقي:
..، وفي صباح يوم من أيام تشرين الأوّل 1965، وكنتُ مُرهقًا من رؤية نفسي وعدم التّعرّف عليها، جلستُ قبالة الآلة الكاتبة، مثلما كنتُ أفعلُ كلّ يوم، ولكنّني لم أنهض في تلك المرّة إلا بعد ثمانية عشر شهرًا، ومعي الأصول الناجزة لـ”مئة عام من العُزْلَة”، فأدركتُ أثناء ذلك العُبُور للصّحراء، أنّه ليس هناك من عمل للتّحرّر الفردي أروع من جلوسي وراء آلة كاتبة لاختلاق العالَم!.
ـ عن شاعِر:
لا يُمكن لأحدٍ أن يتصوّر ما هو الثّمن الباهظ الذي دفعه “ألبارو موتيس” من أجل نَكْبَة أنْ يكون لطيفًا!. لقد رأيتهُ مستلقيًا..، في عتمة بيته الصغير، مع كآبة ضمير لا يُمكن أنْ يحسده عليها أي واحد من مُستمِعِي شِعْره في الليلة السّابقة!. لِحُسْنِ الحظّ أنّ هذه الوِحْدة التي لا شِفاء منها، هي الأُمُّ الثّانية التي يَدِينُ لها بحِكْمَتِه الهائلة، وقُدْرته غير العاديّة على القراءة، وفضوله الطّفولي، وروعة مخيّلتِه، والأسى غير المحدود في شِعْرِه!.