لا تزال الأعمال والدراسات الأثرية تبحث في آثار وتراث المملكة العربية السعودية، حيث يتم الإعلان بين الحين والآخر عن اكتشافات جديدة نفذتها بعثات أثرية سعودية وأخرى مشتركة مع باحثين من جامعات ومؤسسات ومعاهد أجنبية متخصصة في علم آثار الجزيرة العربية والشرق الأدنى القديم.

ففي موقع الجار الذي يقع في محافظة ينبع بمنطقة المدينة المنورة؛ تمّ تنفيذ تنقيبات ومسوحات أثرية من قِبل بعثة سعودية مشتركة مع قسم الشرق الأوسط بالمتحف البريطاني. وقد أسفرت تلك الأعمال في الكشف عن عدد من المعثورات الأثرية الدقيقة والمتنوعة، من بينها قطع وكسر لأوانٍ فخارية وخزفية لفوهات ومقابض وأبدان وقواعد جِرار وأباريق وقدور وأكواب، وكذلك الفخار غير المزجج والمزجج المطلي بالأزرق الغامق أو الأخضر، بالإضافة إلى الخزف المطلي بألوان متعددة والخزف الصيني، كما تم الكشف عن مجموعة من المعثورات الزجاجية ذات أشكال وألوان متعددة، منها الأخضر والأزرق والأسود، والتي تمثل أجزاء من أبدان ورقاب وحواف وقواعد. كما عُثر على مجموعة من أجزاء لأوانٍ من الحجر الصابوني بأشكال مختلفة تمثل أجزاء متعددة من قدور، بالإضافة إلى مجموعة من العملات والأواني الحجرية والحلي والقطع المعدنية.

وسوف تساعد دراسة الفخار المكتشف ومقارنته بالقطع الفخارية المماثلة التي تمت دراستها وتاريخها، على كتابة تاريخ هذا الميناء الذي يرجع في تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام واستمر استخدامه حتى القرون الإسلامية الأولى.

وفي محافظة الغاط بمنطقة الرياض، تمّ الكشف من قبل البعثة السعودية - البلجيكية المشتركة عن عدد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ. وقد كشفت هذه البعثة عن أدوات حجرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ والتي تؤرخ بنحو 120.000 سنة، وكذلك أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الحديث. وقد تم تسجيل العديد من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية من جبل مرخ وتل السمراء. وفي موقع الشعيبة بالغاط تمّ الكشف عن مقبرة ترجع إلى الفترة الإسلامية، كما جارٍ ترجمة النقوش الثمودية من أجل تحديد العديد من الموضوعات المهمة التي تخص هذا الموقع.