يُعد الفنان عبدالله فضالة ركنًا من أركان الغناء الكويتي والخليجي وأحد أعمدته الكبيرة ورمزًا من رموزه الأولى. لذا لم يكن غريبًا أن يلقب بشيخ الأغنية الكويتية، ويُطلق اسمه على أحد شوارع ميدان حولي بالعاصمة، ويُحتفى به احتفاء لائقًا خلال الدورة السابعة لمهرجان القرين عام 2001 من خلال تخصيص أمسية لتذكير الأجيال الشابة بما قدمه من نتاج فني متنوع على مدى مسيرته التي امتدت لأكثر من نصف قرن غنى خلالها 500 أغنية من أغاني فن الصوت والسامريات واليمانيات والبستات والعرضات والخماريات والمجيلسي والفريسني والهجيني والنقازي واليامال وغيرها، ولحن الكثير من الأغاني لنفسه ولغيره، وكتب كلمات العديد من الأغاني بالفصحى والعامية والنبطي، وعمل عضوًا في فرقة الموسيقى بإذاعة الكويت، وتولى منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين لعدة سنوات.

كما لم يكن غريبا لذات الأسباب أن يُكرم مرة أخرى في أكتوبر 2017 بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي من خلال إقامة ليلة غنائية لإحياء أعماله الخالدة بأصوات المطربين والمطربات الشباب، وأن ينتج التلفزيون الكويتي سباعية تلفزيونية في عام 1984 عن حياته ونشأته تحت عنوان «رحلة العمر»، من إخراج فؤاد الشطي وتأليف عبدالرحمن الضويحي، حيث تقمص الفنان حسن إبراهيم شخصيته وهو طفل، بينما تقمّص الفنان ناصر المشيطي شخصيته وهو كبير وكفيف.

عبدالله رحمة فضالة وابنه الفنان فضالة عبدالله

وهناك خلاف كبير على مكان ميلاده. فالبحرينيون ينسبونه لهم لأنه وُلد ومات على أرضهم، والقطريون يقولون إنهم أحق به لأن عائلة السليطي التي ينتمي إليها هي عائلة معروفة ومنتشرة في قطر مع أنها معروفة ومنتشرة في البحرين أيضا. أما الكويتيون فيقولون إن الرجل لهم وحدهم بسبب جنسيته الكويتية وجنسية أبنائه وبناته، ناهيك عن أن إقامته وبروزه ونشأته وعمله كان عندهم. وقد وصل الخلاف إلى حد قيام بعض الكويتيين باتهام الصديق الدكتور علي الطراح (السفير الكويتي السابق لدى منظمة اليونيسكو) بالتقصير والتقاعس والإخلال بواجباته الوظيفية بدعوى أنه لم يتحرك لتسجيل فنون الفضالة باسم الكويت، في الوقت الذي تحركت فيه قطر على هذا الصعيد (طالع ما كتبه حسن علي كرم في صحيفة الوطن الكويتية بتاريخ 16/‏‏2/‏‏2014).

وُلد المطرب والملحن والعازف والشاعر «عبدالله رحمة فضالة السليطي» في عام 1900 (وقيل في عام 1901)، وتوفي في 15 أكتوبر 1967 بمستشفى الإرسالية الأمريكية بالمنامة على إثر وعكة صحية ألمت به في البحرين، حيث كان يقضي إجازة خاصة، ونُقل جثمانه إلى الكويت في طائرة خاصة أمر بها الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، حيث ووري الثرى هناك في جنازة مهيبة حضرها جميع أطياف الشعب الكويتي وأبناء الأسرة الحاكمة وكبار المسؤولين احتراما له ولفنه.

الفضالة يغني بدار الإذاعة الكويتية بحضور الشيخ صباح السالم الصباح ومسؤولي وزارة الإعلام

كان ميلاده في أسرة فقيرة ضمت الأب والأم وشقيق وحيد اسمه علي، ورباه والداه على قوة الإرادة والصمود والتحدي في مواجهة شظف العيش وأعباء الحياة وبؤسها في مطلع القرن العشرين. وتشاء الأقدار ان يفقد والده في سن الرابعة، وأن يُصاب بعد سنتين من يتمه بمرض الجدري الذي أفقده البصر لعدم توفر العلاج اللازم آنذاك. وهكذا آلت رعايته إلى عمه صالح الذي وقف بحزم ضد حلمه المبكر بالتحليق في سماء الفن وأصر على إلحاقه بكتاب للشيخ البحريني محمد بن جودر كي يتعلم ويحفظ القرآن الكريم، وذلك في محاولة لصده عن التفكير في الفن والغناء. غير أن الصبي لم يرتدع، بل إن دراسته لدى الشيخ الجودر أفادته كثيرًا لجهة تحسين مخارج الألفاظ والنطق الصحيح، كما ساعدته فيما بعد على كتابة الشعر وحسن اختيار القصائد لتلحينها وغنائها.

وكي يتفادي غضب عمه، دأب الصبي عبدالله فضالة على الذهاب بعيدًا في الخلاء مع صحبه ليمارس الغناء والعزف على عود بدائي مكون من علبة معدنية شدّت عليها خيوطا من الحبال البلاستيكية المستعملة في صيد السمك. كانت تلك تسلية الوحيدة في طفولته القاسية، والعمل الوحيد الذي أشبع من خلاله عشقه للفن. على أن الأمر لم يستمر طويلا على هذا المنوال. إذ سرعان ما قرر في عام 1911 أن يكسر القيد بالهروب من منزله وأسرته وعمه الصارم، والالتحاق بإحدى السفن التجارية للعمل على ظهرها كتباب ونهام، يخدم البحارة ويجاريهم في الغناء البحري ويتعلم منهم. وهكذا كان عمله على ظهور السفن التجارية بمثابة المدرسة الأولى التي تعلم فيها ألوان الغناء البحري والضرب على المرواس بعيدا عن الأعين، وفي الوقت نفسه ساعده ذلك العمل في الحصول على بعض المال لتغطية متطلباته ومستلزماته اليومية. كما أن هذه النقلة المفصلية في حياته هي التي قربته لاحقا ممن سبقوه في حب الغناء وكتابة الشعر، وفي مقدمتهم الشاعر والمصلح عبدالله الفرج ومحمد بن لعبون، علاوة على محمد بن شريدة الذي استمع إليه بحضور الشيخ إبراهيم الفاضل ومن شدة اعجابه بصوته وأدائه أهداه آلة عود لم تفارقه. إضافة إلى ذلك ساهمت رحلات السفن، التي كان يعمل عليها، إلى الهند وشرق أفريقيا في تعرفه على الإيقاعات الموسيقية الهندية والسواحيلية، بل ساهمت أيضا في وصوله إلى شركات التسجيلات الصوتية في بومباي قبل غيره من فناني الخليج، بدليل أنه سجل أول أسطواناته هناك في عام 1913، عند شركة صادق فون، واحتوت هذه الأسطوانة على مجموعة أغنيات منها بستة «لو تدري إبحالي إيش صار»، كما شارك بالعزف على الكمان خلف المطرب البحريني محمد عيسى علاية حينما سجل الأخير أغانيه لدى شركة «ليلى فون» بالهند عام 1946.

الفضالة مع زميله الفنان سعود الراشد في جلسة طربية

ورغم تأثره الشديد بفنون الغناء البحري، إلا أنه حرص على تعلم فنون الغناء الأخرى أيضا، لا سيما أغاني البادية التي تصاحبها الربابة التي تعلمها من خلال «الكشتات» البرية في الكويت مع نفر من أصدقائه.

وتتدخل الأقدار مرة أخرى في حياته لتنقله إلى مصاف المطربين المعروفين. ففي عام 1927 التقى في الكويت بمندوب شركة بيضافون للتسجيلات الصوتية «حسن درسة» الذي كان في زيارة للتعاقد مع مجموعة من المطربين الكويتيين (مثل عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وصالح عبدالرزاق)، واستمع المندوب لصوته واستحسنه فتمت إضافته اسمه إلى أسماء هؤلاء للسفر إلى بغداد من أجل تسجيل أغانٍ خاصة بهم على أسطوانات، فكانت تلك فرصة ذهبية ليحقق لنفسه الانتشار ويجذب المعجبين ويترك صوته محلقا في الفضاء من خلال أجهزة الفونوغراف التي كانت تتصدر المقاهي والمجالس آنذاك. أما في عام 1929 فقد كان على موعد مع إنطلاقة أخرى وإضافة جديدة إلى انجازاته. ففي تلك السنة سافر إلى القاهرة لتسجيل مجموعة من الأسطوانات، الأمر الذي ساهم في انتشار اسمه أكثر من ذي قبل بدليل أن إذاعة البحرين القديمة التي تأسست خلال الحرب العالمية الثانية وجهت له دعوة للعمل بها كمطرب في أواخر الثلاثينات الميلادية، فقبل الدعوة وعمل بالفعل في البحرين حتى عام 1945، محققًا شهرة واسعة على النطاق الخليجي. وانتهز فضالة فرصة تواجده في البحرين فسجل بعض أغانيه لدى شركة «إبراهيم فون» لصاحبها البحريني اليهودي إبراهيم إسحاق سويري، وشركة «سالم فون» لصاحبها المطرب العماني سالم راشد الصوري. وكان ذلك تتمة لما فعله سابقًا في بومباي وبغداد والقاهرة، وما فعله لاحقا في الكويت حينما سجل لدى شركة «طه فون» لصاحبها طه صبري العلي، ولدي شركة «بوزيد فون» لمالكها علي الصقعبي، علمًا بأنه أسس فيما بعد شركته الخاصة للتسجيلات في الكويت تحت اسم «فضلي فون».

الفضالة مع عوده في أحد الحوارات بتلفزيون الكويت قبيل وفاته

لمّحنا في مقدمة هذا المبحث إلى أن فضالة فنان متعدد المواهب، وآية ذلك أنه جمع بين العزف على العود والكمان والربابة والناي والمرواس، والغناء متعدد الأشكال، وتلحين الأغاني وكتابة كلماتها، وتذوق الشعر العربي القديم الذي انتقى منه العديد من القصائد لتلحينها وغنائها. يقول مؤرخ الغناء وصاحب كتاب «المنسي في الغناء» الكاتب الأردني زياد عساف في مقال له عن فناننا بصحيفة الرأي الأردنية (14/‏‏8/‏‏2018) ما مفاده أن كل تلك القدرات والمواهب لدى فضالة كانت بحاجة إلى توظيفها توضيفا صحيحا، فوجد ضالته بافتتاح إذاعة الكويت عام 1951، إذ أصبح عضوا بفرقتها الموسيقية ومطربًا وعازفًا فيها، علاوة على عمله بلجنة النصوص ولجنة تقييم الأصوات، وهو ما مهد الطريق أمامه في ستينات القرن العشرين لوضع بصمته الخاصة على الغناء الكويتي وتطويره وإخراجه من شكله التقليدي القائم على قرع الطبول والدفوف والتصفيق، إذ وظف العود والكمان والمرواس والناي في التخت الموسيقي بشكل دائم ورئيس، وأدخل فيه للمرة الأولى آلة البيانو بهدف أن تتخطى الأغنية الكويتية حدود الكويت والخليج وتصل إلى مختلف البلاد العربية. ولكي يحقق هذا الهدف قام أيضًا بتقديم ألحانه إلى مجموعة من المطربين والمطربات العرب، ومنهم كارم محمود وعبدالعزيز محمود وفايدة كامل وبديعة صادق، واللبنانيتين هيام يونس ونزهة يونس، والمصرية المقيمة في الكويت حورية سامي، والسورية رويدا عدنان والعراقية مائدة نزهت.

الفضالة يعزف على الكمان والعود

وإذا ما أستعرضنا أعماله الغنائية والموسيقية (معظمها من ألحانه) نجد أنها تميزت بعذوبة ونكهة خاصة وتأثرت بالأغنية المصرية والموسيقى الهندية واليمنية إلى حد ما، ناهيك عن أن الرجل اهتم بالأغاني الشعبية والتراثية الكويتية والخليجية وطورها. ولعل من آيات جمال وخلود أعماله أن فناني اليوم أعادوا غناءها أو توزيعها. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن فضالة تغنى بأشعار الأقدمين، فقدم مثلاً قصيدة «قفي قبل وشك البين يا إبنة مالك» لإبن دمينة، وقصيدة «قف بالطواف ترى الغزال المحرما» لعمر بن أبي ربيعة، وقصيدة «عجبت لسعي الدهر بيني وبينها» لأبي صخر الهذلي، وقصيدة «أحن إلى لثم الثغور» لقيس بن الملوح، وقصيدة «يا عروس الروض يا ذات الجناح» للشاعر المهجري القديم إلياس فرحات، وقصيدة «حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا» للمتنبي، وقصيدة «خلوج تجذ القلب» للشاعر القصيمي محمد بن عبدالله العوني، وقصيدة «عيون المها بين الرصافة والجسر» لعلي ابن الجهم، وقصيدة «يا دار فوز أورثتني دنفا» للعباس بن الأحنف، وقصيدة «رسول الرضا» للبهاء زهير، وغيرها.

ومن الأغاني التي لحنها من كلمات الشاعر عبدالمحسن الرفاعي وأداها بإحساس عالٍ، جسّد بها خبرته الطويلة، أغنية «على خدي أحط إيدي، وأحاسب روحي بروحي، وأقول بإيدي جرحت إيدي، وزدتْ جروحي بنوحي»، وهناك سامريته الشهيرة الجميلة «طال هجر الحبايب واعذاب العليل، أيّس القلب منهم وابخلوا في دواه» التي أعاد غناءها نوال الكويتية وصالح الحريبي وسليمان الملا وراشد الماجد، وأغنيته الخالدة ذات الرتم الموسيقي الواحد «البيضا والسمرة» التي قارن فيها بين البيضاء والسمراء وكشف من خلالها عن موهبته في أداء فن المونولوج، ناهيك عن أغنية «العجائز» الخفيفة ذات الكلمات المضحكة من نظمه، والتي بسببها لُقب بـ«عدو العجائز». ففي هذه الأغنية التي وظف فيها الأسلوب القصصي في الغناء حكى قصته مع أربع نساء عجائز اعترضن طريقه ورحن يدبرن له المكائد، وراح يصف كل واحدة بطريقة ساخرة. ومن كلماتها: «يالله إني طالبك رب خبير، تعلم الخردل ولجـّات البحار، ياسميع وياعليم ويابصير، يامجلي الليل يغشاه النهار، تجعل العجز الولي بأقصى سعير، ما للحمايل عندهن يالله وقار، هن ركاب إبليس في وقت الأخير، يقطعْهن الليل في جو الغدار، يطرحنّ الطير لو إنه يطير، يجفتنه لو جناحينه كبار، مدهلٍ لإبليس حطنـّه وزير، إخرجنّ وتخرجنّ وإبليس حار، يقولها يا جديدتي جفني سهير، من فلان ما حصل لي به قدار، يوم قفـّتْ منك عجله بالمسير كنها الشيطان طاليها الغبار، ثوبها من فوق ظهرها يب يطير، كوعها يومي كما ذيل الحمار، احذره لو زارت البيت المنير، لو تصلي الليل وتصوم النهار، جعلهن للموت والقبر الغزير، ما لهن عند الولي باكر عذار.. الخ». وعلى نفس المنوال سجل في عام 1932 أغنية ظريفة بعنوان «أوي أوي دلال» التي من كلماتها: «إلعن أبوك القطار لأبو حركاته أوي أوي دلال، أخذ حبيب القلب خلاني بحسراته أوي أوي دلال، جاني خبر فوق خبر حبي يريد يموت أوي أوي دلال، والله لأروح الحلق وأصير له تابوت أوي أوي دلال».

الفضالة على الكمان ضمن الفرقة المصاحبة لمطرب البحرين الكبير محمد زويد

في قائمة أعماله العديد من الأغاني العاطفية الجميلة مثل: غرد حمام الغصون، سقى الله روضة الخلان، لولا النسيم، مرّ بي واحترش، أيا معشر الأحباب، يا بديع الجمال، يا طاردين الهوى، يا أهل المحبة وراكم، يا حبيبي بس من العذاب، أسمر عشقته، ألا يا أهل الهوى واعزتالي، سلمو لي على اللي، يا نور عيني، يا هايض الجنحان، يا كثر دمعي يوم الأثنين هلينا، نحل حالي هجر المحبين، ليالي بـُعد الظاعنين، جزى البارحه جفني عن النوم، وغيرها. على أنه قدم أيضا إلى جانب الأغاني العاطفية بعض الأغاني المرتبطة بالمناسبات الدينية كشهر رمضان والعيد مثل: «حل النور في كل مكان»، «في قدومك يا رمضان»، «ياعيد عدت فأين الروض والعود؟»، وبعض الأغاني الوطنية كأغنية «يا كويت الحبيبة».

ومما قام به فضالة أيضا بمشاركة زميله محمود الكويتي وعبداللطيف الكويتي إحياء قصائد الشاعر اليمني عبدالله بن علوي الحداد، من خلال تلحينها وغنائها مع فرقة تلفزيون الكويت، وذلك بعد أن قام الشاعر الفنان عبدالله الفرج بنشرها.

كُتب عنه وعن فنه ونشاطه ونتاجه العزير. فقد أصدر المؤرخ الكويتي ومدير تحرير مجلة عالم الفن الكويتية صالح الغريب كتابا عنه من 11 فصلاً بعنوان «فنان الكويت عبدالله فضالة»، روى فيه كيف أن فضالة اتصل بإذاعة الكويت ذات مرة غاضبًا وهو في البحرين «لأني قدمتُ برنامجًا على الهواء عنه دون أن ألحق اسمه بلقب (الأستاذ)». وروى فيه أيضًا حكاية حصوله على عودة الأول من الشيخ إبراهيم الفاضل وما ورد على لسانه عن غرامه بهذه الآلة بقوله «عندما هويتْ العود كان هو شغلي الشاغل، وكان في يدي 24 ساعة لم أفارقه أبدًا. إذا بغيت أنام، من زود اشتياقي للعود أضعه على صدري. لم يكن يأتيني النوم حتى يصير العود فوق صدري. كنت دائمًا أحتضنه كأنه ولد من أولادي».

كما قال الدكتور يعقوب الغنيم عنه في كتابه «الأغاني في الذات الشعبي الكويتي» إن عبدالله فضالة السليطي من أسرة عريقة في قطر، وإن في المجتمع الكويتي منهم من اكتفى بلقب الفضالة ومنهم من أبقى على لقب السليطي، وحينما ظهر ورث كبير لأسرتهم في قطر، ورث من يحمل لقب السليطي وحُرم من اكتفى بالفضالة كما حدث لعبدالله فضالة وأسرته، ولم تنفع شهادة الشهود. وأضاف الغنيم أن فناننا شارك في أعمال الغوص وكان يركب الدراجة الهوائية، رغم إعاقته البصرية، ولم ينعزل في حياته الخاصة انعزال المكتئب. وهذا ما أكده الدكتور حمد الهباد عميد المعهد العالي للفنون بالكويت في ورقة بحثية بعنوان «محور الإبداع الفني والإعاقة البصرية» قدمها خلال ندوة «منارة ثقافية للفنان الراحل عبدالله فضالة» على مسرح مكتبة الكويت، إذ قال ما مفاده إن الله عوض إعاقة فضالة البصرية ببصيرة تمكنت من خلق النغمة والإيقاع الجميل المتنوع، وتميزت بالجرأة في طرح مواضيع غير مسبوقة، ومنها طرح الأسلوب البدوي من خلال آلة الكمان بدلاً من الربابة، واستخدام الأسلوب الكوميدي في الغناء.