خلال الأيام القليلة الماضية، كانت أنظار العالم باتجاه السعودية لمشاهدة سباقات "الفورمولا 1" التي تُعتبر واحدة من أشهر الرياضات الكبرى التي تمتلك قاعدة جماهيرية مليونية في كل أنحاء العالم، كما تُعدّ المسابقة التنافسية العالمية الأكثر إثارة ومتابعة لعشاق هذا النوع من الرياضات الشهيرة.

منذ عقود، والرياضة بمختلف ألوانها وأنواعها، تُحرز تقدماً مذهلاً في مضمار التفوق والتطور على مستوى الفرد والشعوب، فهي لم تعد مجرد منافسة بين متسابقين وفرق للفوز بمباراة أو بطولة، وهي أيضاً قد تجاوزت قيمتها وفائدتها للصحة والرشاقة، هي كل ذلك وأكثر، ولكنها أصبحت أهم بكثير من كل ذلك، فقد تحوّلت إلى مصدر وأداة لصنع التنمية الاقتصادية وتعزيز التسامح الإنساني في كل العالم. لقد أثبتت الرياضة بكل صورها وألعابها المختلفة، بأنها وسيلة فاعلة وقيمة حضارية لتحفيز الأجيال الصغيرة والشابة على ممارسة الألعاب والأنشطة الرياضية المتعددة وغرس المفاهيم والقيم الإيجابية في الفكر والوعي الفردي والجمعي.

ويُعدّ سباق الفورمولا 1 "Formula One" أو ما يُطلق عليه بسباق الجائزة الكبرى، أهم وأغلى فئة من هذه السباقات الشهيرة لرياضة السيارات. وقد تابع الملايين من عشاق هذا السباق الكبير من كل دول العالم، وقد حبست الجولات/ اللفات الأخيرة الأنفاس بعد أن تحوّل السباق إلى صراع مثير للغاية بين البطلين الشهيرين البريطاني لويس هاميلتون الذي ظفر بالفوز بالمركز الأول من خصمه العنيد الهولندي ماكس فيرستابن الذي حلّ ثانياً، وذلك على "حلبة جدة للفورمولا 1" التي تُعدّ ثاني أطول حلبة في تاريخ السباقات على الإطلاق وأسرع حلبة شوارع لهذه المسابقة المثيرة، والتي بنيت بالكامل في مدة زمنية قياسية قصيرة جداً لم تتجاوز الثمانية أشهر، الأمر الذي يؤكد قوة الإرادة وروح التحدي لشباب هذا الوطن الملهم.

ما يحدث من تطور مذهل في قطاع الرياضة السعودية، يدعو للفخر والفرح، فقد أصبحت السعودية بكل ملاعبها وإمكانياتها وطموحاتها، بوصلة الشغف وعنوان الثقة لكل المسابقات والاتحادات الرياضية في كل العالم، والروزنامة السعودية العالمية تزدحم بالكثير من المسابقات والفعاليات والنهائيات الرياضية الكبرى على مستوى القارات، بل وكل العالم.

الرياضة في المملكة في عصرها الذهبي وفي أجمل عهدها، فهي تحظى بثقة تامة ودعم لا محدود من أميرنا الملهم محمد بن سلمان الذي يُمثّل أحد أهم أسرار ومفاتيح هذا التفوق والتميز في قطاع الرياضة الوطنية، بل وفي كل القطاعات والمجالات. فالأمير محمد بن سلمان وهو عرّاب تحولنا الوطني ورؤيتنا الطموحة، يواصل الليل بالنهار ليصل بهذا الوطن العزيز إلى صدارة الدول الكبرى وهو المكان الذي يستحقه بما يملك من قدرات وثروات، بشرية ومادية.

محمد بن سلمان، لقد جئت في الوقت المناسب، بل وفي الموعد تماماً، لتُحلّق بهذا الوطن الجميل لعنان السماء.