ما يربط الدول الناجحة اقتصادياً بالمستثمرين هو الثقة، الثقة بالنظام والقانون والقيادة والنمو والأمن والأمان والمستقبل، وبلا شك تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه المزايا وعلى قدر عال من ثقة المستثمرين بمختلف مجالاتهم، ما يجعل التهديدات الحوثية محل سخرية وتندر، على رأسها تصريح الإرهابي المتحدث العسكري للحوثيين الذي ينصح الشركات الأجنبية في الإمارات بمغادرتها لأنها أصبحت دولة غير آمنة. هذا الجاهل نسي أن الثقة التي توليها رؤوس الأموال ليست وليدة اليوم، لكنها بنيت تراكمياً على مدى سنوات، كانت فيها دولة الإمارات مرنة في كل الأحداث التي مرت بها، ومتينة في مواجهة المتغيرات الجيوسياسية حولها.

تخوض دولة الإمارات العربية المتحدة بجانب شقيقتها المملكة العربية السعودية حرباً بطلب من الشرعية في اليمن ضد إرهاب مليشيات عاثت في اليمن وشعبه ومقدراته فساداً خدمة لراعيها الأكبر، وأجنداتها الثورية التوسعية، وهي - أي الإمارات - بلا شك على قدر هذه المسؤولية تماماً، وها هي تتعرض لهجمات غاشمة فاشلة لم تسفر عن شيء بسبب كفاءتها الدفاعية العالية، مثبتةً قدرتها على الحفاظ على أمنها والتصدي لأي تهديد يطالها دون أن يتأثر الوطن والمواطن والمقيم والمستثمر، بل حتى أحياناً لا يشعر بوجودها!

لن نستغرب من مفرقعات أو تصريح وسنستمر يداً بيد قياداتنا لنكون في الأوائل في كل تطور وخير.

بعد مرور ما يقارب السبع سنوات منذ تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لم يتغيّر شيء، بل لا يزال الاقتصاد الإماراتي في نمو مطرد، رغم التهديدات الفارغة والعمليات الفاشلة التي نسمعها، فدولة الإمارات من أوائل الدول التي نهضت بعد جائحة كورونا وبدأت في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وبنسبة تضخم مقبولة.

اليوم تنظم الإمارات إكسبو دبي 2020 بتوقعات وصول عدد زوار المعرض إلى 25 مليون زائر، وبدأت تعود لسابق عهدها زاخرة بحركة استثمارية متسارعة وسط توقعات بأن يصل اقتصاد الإمارات لذروته في 2022 بنسبة نمو تصل إلى 4.2%؜، مع تصنيف ائتماني عالٍ ونظرة مستقبلية متفائلة، ورؤية تعافٍ تام خلال المدى المتوسط من آثار الجائحة، وهذا دلالة على صلابة اقتصاد الدولة وقوة جبهتها الداخلية وحسن قيادتها.

اليوم تخوض المنطقة ككل معركتها الجيوسياسية للخروج من تداعيات الإرهاب، وخطر البرنامج النووي الإيراني والانسحاب الأمريكي من المنطقة، والقيادات الخليجية، إذ تفعل ذلك تزامناً مع تنميتها وتقوية اقتصادها وتنويعه، ورفع مستوى رفاهية شعوبها وجودة حياتهم، فهي موضع حسد وغبطة في أعين من لا يحب الخير لهذه البلاد الكريمة ويعمل مرتزقاً عند أعدائها، فلا نستغرب مفرقعات أو تصريحاً، وسنستمر يداً بيد قياداتنا لنكون في الأوائل في كل تطور وخير.