يواجه كوكب الأرض خطر التغير المناخي، الذي تسبّب في السنوات الأخيرة في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وذلك بسبب حبس حرارة الشمس الناتج بشكل رئيسي عن الأنشطة التي يقوم بها البشر، وخاصة حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، والتي تُنتج انبعاثات الدفيئة التي تشكل غطاء يلف الكرة الأرضية.
وقد أصبح هذا الخطر يلاحق البشرية، ويشكل مصدر قلق كبير لدى الكثيرين. وفي استطلاع عالمي حديث فإن 60% من فئة الشباب الذين أجريت معهم هذه الدراسة أكدوا أنهم يشعرون بالحزن والخوف والقلق حيال المستقبل، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض، وخاصة في السنوات الأخيرة.
ومما لا شك فيه أن هذه المخاطر تؤدي بنا جميعاً إلى القلق الكبير، خاصة أنها متعلقة بمصير كوكب الأرض، الكوكب الذي نعيش فيه. ولعل في عالمنا إلى يومنا هذا من يتجاهل هذه المخاطر، ويرجع ذلك إلى عدم توعية المجتمعات توعية كافية بمخاطر التغير المناخي، فإن هناك من يعتقد أن التغيرات المناخية هي ظواهر طبيعية لا تتعلق بأعمال وأنشطة البشر، بينما أثبتت الدراسات التي أجراها العلماء أن هذه الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في التغير المناخي، وقد حذر علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أنه للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية دون 1.5 درجة مئوية خلال هذا القرن يجب أن تنخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول نهاية هذا العقد. وانبعاثات الغازات الدفيئة ينتجها البشر من أنشطة عدة، منها استخدام البنزين في السيارات واستخدام الفحم في المصانع والمنازل للتدفئة، والتي تؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وأيضاً الأنشطة الأخرى التي تطلق انبعاثات غاز الميثان بسبب مدافن القمامة واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والزراعة، وغير ذلك من مصادر الانبعاثات الرئيسية.
وقياماً بمسؤولياتها تجاه البشرية وكوكب الأرض تحرص دولة الإمارات على دعم ملف التغير المناخي، وقد أثبتت الإمارات جدارتها ومواقفها الريادية في دعم الجهود الدولية والتعاون المشهود مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى، وكانت أولى دول الشرق الأوسط التي اهتمت بشؤون التغير المناخي على مدار السنوات السابقة. وفي منتدى الاقتصادات الرئيسية بشأن الطاقة وتغير المناخ أعلنت دولة الإمارات عن استثمار جديد في دعم هذا الملف بقيمة 50مليار دولار، والذي وجه به رئيس الدولة لدعم الجهود الدولية في العمل من أجل المناخ، وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إن «الإمارات ماضية في التزامها بدعم العمل المناخي، وتعزيز إسهاماتها في خفض الانبعاثات.. نتطلع إلى استضافة العالم في مؤتمر الأطراف UAECOP28، وتحقيق تقدم عملي في مواجهة تداعيات تغير المناخ من خلال تضافر الجهود وتكاملها»، ويأتي ذلك إيماناً من سموه بأن البشر يستحقون العيش باستقرار في هذا الكوكب، وأن دولة الإمارات مستمرة في استكمال المسيرة التاريخية الطويلة التي بدأتها منذ عام 1995 في دعم ملف مواجهة التغير المناخي عندما انضمت إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.
والجدير بالذكر، أن دولة الإمارات تستعد لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في عام 2023 والذي تؤكد فيه دولة الإمارات التزامها ودعمها لاستراتجية طويلة المدى في دعم ملف التغير المناخي، وتطوير التكنولوجيا، وتمكين الابتكارات في مجالات عدة وقطاعات مختلفة من شأنها أن تعمل على الحد من انبعاثات الغازات والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض.
- آخر تحديث :
التعليقات