انتهى مؤتمر المناخ «كوب 27» في مصر، بخطوات إلى الأمام، وأسهم في تحقيق نتائج طموحة، تبشر بإيجاد حلول منصفة لأزمة المناخ العالمية، حيث إن إنشاء صندوق للخسائر والأضرار لمساعدة البلدان النامية والضعيفة المتأثرة بتغير المناخ، هو اختراق تاريخي، طالبت به البلدان النامية على مدى ثلاثة عقود، ومن شأن الاتفاق أن يعيد الثقة المفقودة بين دول الجنوب والشمال، ومن حق الدول النامية أن تشعر أن باقي الدول تتجاوب مع أولوياتها، وتعطيها الدعم المناسب، فهذا يعد انتصاراً للمجتمع المدني، والعمل الجماعي بين البلدان النامية.
البشر في أنحاء كوكب الأرض، يشتركون في مصير واحد، ومن الضروري أن يلتزم الجميع بمواجهة التغير المناخي، من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف، بتحويل الطموح إلى نتائج ملموسة، وتحقيق الوعود إلى عمل، والانتقال من النوايا إلى التنفيذ، فهذه الجهات الفاعلة، هي التي يجب أن ينسب الفضل إليها، وهي التي توفر قيادة عالمية حقيقية، لا سيما أن الاهتمام بالمناخ تراجع إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات، بسبب جائحة «كورونا»، والحرب في أوكرانيا، والأزمات الاقتصادية، وأزمات الطاقة والغذاء، لذلك، فالشفافية مهمة في مواجهة تغير المناخ، خاصة أن الجميع أمام أعمال تخدم الإنسانية.
ما من أحد يمكنه إنكار حجم الخسائر والأضرار التي تشهدها بعض الدول، فالعالم يحترق ويغرق أمام أعين الجميع، ولا يزال العالم بعيداً عن المسار الصحيح للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ وافقت الدول الغنية على تعزيز التمويل من أجل التكيف، لكن لم ترقَ جهودهم إلى بلوغ أهداف تنفيذ اتفاق باريس، لجهة احتواء الاحتباس الحراري «إلى ما دون» درجتين مئويتين، فمن الضروري معالجة المسببات الأساسية وراء آثار التغيرات المناخية، من خلال الإجراءات التي يمكن أن تضع العالم في مسار أكثر استدامة، وأقل إنتاجاً للكربون.
التعليقات