كثيرة هي أوجه العطاء التي تلتزم بها مملكة العطاء مملكة السخاء مملكة السلام المملكة العربية السعودية تجاه إخوتها وأشقائها في الوطن العربي والإسلامي من المحيط إلى الخليج، وذلكم غير خافٍ على كل مُنصف يذكر بفخر حجم المساعدات الإنسانية التي بذلتها وتبذلها المملكة ليس في الأزمات والكوارث والمحن فحسب بل وحتى تلك تمنحها السعودية دون «مِنة» لإخوتها في الأمتين العربية والاسلامية..
إلا أن مملكة العطاء باتت تُسجل الرقم الصعب والداعم الأكبر لليمن الشقيق عبر التاريخ؛ ولن أذيع سرًا إذا ما قلت بفخر أن السعودية هي المانح الأكبر لليمن كانت وما زالت وستظل .. وما الوديعة التي أرسلتها السعودية للأشقاء في اليمن يوم الحادي والعشرين من فبراير 2023 م إلا واحدة ممن عشرات صور العطاء المتواصل.. حيث وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإيداع مليار دولار وديعة لدى البنك المركزي اليمني، وذلك امتداد لحرص حكومة السعودية على مساندة اليمن، ودعمها المتواصل تنموياً واقتصادياً، وتأكيداً منها على وقوفها الدائم مع اليمنيين، والأمر جاء من تثمينه من فخامة، الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، قائلًا إن الوديعة ستمثل دفعة قوية لاقتصاد بلاده، واستقرار العملة الوطنية، والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية. وللحق وإجلاء «لوقائع» بات يرددها شرفاء اليمن عبر منظماتهم الإنسانية مؤكدين الاهتمام البالغ من قيادة المملكة تجاه أشقائهم في اليمن الذي تراه وتريده بعد الله السعودية «يمننا سعيدًا» ليذكروا أنه بات يصعب أن تجد أسرة في اليمن لا تستفيد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تحويلات الإخوة في اليمن لذويهم من مملكة العز والفخر والنخوة والعطاء، المغتربون الذين يتواجد أكثر من 80 % منهم في السعودية، بحسب تصريحات وزير المغتربين، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد المغتربين اليمنيين في السعودية، إلا أن أرقاما اقتصادية تذكر أنهم تجاوزوا الثلاثة ملايين شقيق يمني في السعودية يأتي تزايد عددهم مقترنًا مع تسهيلات خاصة بات يلمسها إخوتنا اليمنيون تقديرًا لأوضاع بلدهم، بعد اندلاع حرب فرضتها عليهم ميليشيات انقلابية، حيث قامت رياض العز بتصحيح أوضاع أكثر نصف مليون مغترب يمني من المخالفين، وتحويل «هوية زائر» إلى «إقامة».

اليوم تبرز سياسية المُحنك عراب رؤية السلام والوئام سيدي ولي العهد الأمين بتوجيهات مباشرة من مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باعتماد سياسة تصفير المشكلات مع دول الجوار تعززا وتطبيقا لأهداف رؤيتنا الوطنية المباركة «رؤية 2030» ولي العهد قاد المملكة نحو الريادة الاقتصادية على الذكرى السادسة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، حط كبير مستشاري الرئيس بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، عاموس هوشستين، في العاصمة السعودية الرياض لإجراء محادثات مع عراب التنمية في الشرق الأوسط بأكمله وليس في المملكة العربية السعودية فحسب مبدين إعجابهم عبر تصريحات رسمية بالتحول السعودي الكبير الذي يقوده سمو الأمير محمد بن سلمان. وقال بوهل، المرشّح لمقعد للكونغرس المحلي لولاية تكساس عن الحزب الديموقراطي لـلرائدة «جريدة الرياض» بحر الأسبوع الماضي إن الرؤية السياسية والاقتصادية لسمو الأمير محمد بن سلمان لا تترك مجالاً للعالم لتجاهل السعودية أو محاولة معاداتها مردفا بسياسات ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان تجاه خيار السلام في اليمن الذي أعاد قرابة 900 أسير يمني إلى عائلاتهم قبل العيد، كان ذلك في وقت فشل المبعوثون الأمميون والأميركيون في تحقيق هذه الأهداف رغم سنوات من المحاولة..! في ذات السياق نشير إلى تصريحات وكان المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي الذي أعلن ليل (الاثنين) استكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف بمبادرة إنسانية من السعودية.

إن دعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية. باتت الغاية التي سخرت سياسات المملكة والتحركات المكوكية شرقا وغربًا وشمالًا وجنوبا لتفضي إلى تحقيق «رجاءات سامية» من بين أهم منجزاتها في الأفق القريب عودة «اليمن السعيد» سعيدًا كما يحلم أهله الطبيون لا كما أرد ثلة لم يجنوا ويجلبوا لليمن غير الويلات عبر عقود من الزمن.!

أختم بتصريح قرأته قبل عام ونيّف لسعادة السفير السعودي المحنك محمد بن سعيد آل حابر حين ذكر أن : “أشقاؤنا اليمنيون يحولون أكثر من 15 مليار ريال سعودي لليمن سنوياً، يستفيد منها أهلهم وأقاربهم في اليمن الذين يصل عددهم لأكثر 15 مليون نسمة، يعزز ذلك على الاقتصاد اليمني وينعكس إيجابياً على حياة كل الشعب اليمني”.