الثقافة مرآة المجتمع، تعرض ملامح تفرده وحكايات إبداعه أمام العالم، وهي كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، «هوية أجيالنا، وعمق لتاريخنا، ورسالة للعالم نريد أن ننقلها بطرق أكثر إبداعاً». وفي دبي، شكلت الثقافة مصدر إلهام، وساهمت مجالاتها في إحداث نهضة تنموية جعلت منها مركزاً لحراك فكري وفني استثنائي.

لقد تحولت دبي إلى نموذج متفرد لمدن المستقبل بفضل الرؤى الطموحة لقيادتها الرشيدة التي رسَّخت قواعد «الاستدامة الثقافية»، ففي الوقت الذي نسعى فيه لاستشراف المستقبل وتصميمه، لا تزال بصمات أجدادنا وآبائنا ترافقنا،.

حيث شكل إرثنا الثقافي وحِرَفنا اليدوية والتقليدية محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة، وقاعدة قوية للنهوض بصناعاتنا الثقافية والإبداعية التي قام روادها بتحويلها إلى منتجات مميزة قادرة على التعبير عن جوهر ثقافتنا.

ومع مرور الوقت، تحولت «الاستدامة الثقافية» في الإمارة إلى جزءٍ من تطور مجتمعنا وموروثنا الفكري والفني، ونجحت الأجيال الجديدة من المبدعين في تجسيد فكر قيادتنا الرشيدة عبر إبداعات وابتكارات تدعم مفهوم الاستدامة.

فقد برعت المصممة الإماراتية ميرا لوتاه (@meeraaa_) في تقديم مشروع يهدف إلى توثيق عمليات صناعة الورق المستدام من سعف النخيل المتساقط، ونجحت المصممة تسنيم تيناوي (@tas_tt) بدعم برنامج «تنوين» من «تشكيل» في ابتكار منتج أسمته «القطن الصحراوي».

وهو مادة حشو طبيعية نباتية منتجة في الإمارات. وأبدعت المصممة إيمان شفيق (@emanshafiqdesign) بدعم «تنوين» من «تشكيل» في تطوير مادة اسمتها «بايوساند» وهي عضوية بالكامل ومستدامة يمكن استخدامها كبديل للأسمنت. فيما نجح إلهان أحمد وزميله نيكي ليشموهان (@ardh.collective) في ابتكار مادة «ديتفورم» من نوى التمر.

هؤلاء المصممون كانوا أبطال سلسلة حلقات «إبداعات صديقة للبيئة» التي أطلقناها في «دبي للثقافة» بالتعاون مع «كولاب» دعماً لأهداف «عام الاستدامة»، وهم أصحاب أفكار نيرة غيرت نظرتنا للصناعات الثقافية والإبداعية، وتشكل حافزاً للكثير من مواهبنا الإماراتية.