يُختتم اليوم معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2023 والذي يتصدر قائمة أهم معارض الكتب العربية، بل هو الكرنفال الثقافي العربي الأشهر منذ سنوات. "كتاب الرياض"، وجهة ملهمة لكل عشاق الكتاب والثقافة والأدب والشعر والفن والمسرح، وبوصلة ملهمة لكل الباحثين عن التجارب والاتجاهات والتحديثات في عالم النشر والتأليف والطباعة والتسويق والترجمة، عربياً وعالمياً. هذا العرس الثقافي الممتد قرابة النصف قرن، يؤكد عمق وأصالة التطور والتميز في مسيرة الثقافة السعودية التي تتصدر المشهد الثقافي والحضاري العربي، إنتاجاً وقيمة.

وتعود قصة هذا المعرض الثقافي الحاضن للكتاب لعام 1976، حيث أقيم لأول مرة في المملكة في جامعة الملك سعود، والتي يعود إليها بعد كل تلك العقود. بدأ المعرض في جامعة الملك سعود منذ ذلك العام واستمر لسبع نسخ، كان آخرها في عام 1994، وتُمثّل هذه العودة الجميلة للبدايات الأولى، احتفالية رمزية لدهشة المكان وحضرة الزمان.

الآن، وبعد كل تلك السنين الطويلة، يطل معرض الرياض الدولي للكتاب، من بين أرفف البدايات وحنين الممرات، لينشر الكتاب كل تلك الحكايات والذكريات، في حرم هذه الجامعة العريقة التي تأسست كأول جامعة سعودية في عام 1961، عشرة أيام مزدحمة بالثقافة والأدب والشعر والفن والمسرح والكثير الكثير من ملامح البهجة وتفاصيل الدهشة، فعلى مساحة تتجاوز 55 ألف متر مربع كأكبر معرض للكتاب في تاريخ المملكة، وبمشاركة 1800 دار من 32 دولة عربية وأجنبية، وعلى امتداد 800 جناح، وبحزمة رائعة ومتنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تضم الجلسات الحوارية والأمسيات الثقافية والشعرية والعروض الفنية والمسرحية، ليكون هذا الكرنفال الثقافي الرائد هو الأهم في الوطن العربي.

معرض الرياض الدولي للكتاب، شرفة عالية وباذخة، تطل على كل ملامح وتفاصيل التنمية والتطور التي ينعم بها وطننا الرائد والطموح والذي تحوّل لـ"وجهة ملهمة" لكل العالم.

التقيت بالعديد من ضيوف وزوار هذا المعرض الوطني الرائع، من بعض الدول العربية والأجنبية، وكانت الإشادات والإعجابات هي عنوان كل تلك الأحاديث والنقاشات حول معرض الرياض الدولي للكتاب. لقد استطاع هذا المعرض الرائع أن يُجسّد حقيقة التطور المذهل الذي يعيشه وطننا في ظل قيادة حكيمة همها الوحيد تنمية وازدهار هذا الوطن ليكون في صدارة العالم، كل العالم.