لطالما كان موقف دولة الكويت من القضية الفلسطينية منذ بداياتها موقفاً داعماً ومشرفاً، إذ قدمت الكويت للفلسطينيين كلَّ الدعم والمساندة ومدت لهم يدَها مفتوحةً بلا تردد. ويشهد لها الجميع بهذا الموقف، ليس فقط من القضية الفلسطينية، بل من كل القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية، إذ كانت نعم النصير لهذه القضايا، وذلك انطلاقاً من انتمائها لهذه الأمة وتحملها المسؤولية إزاء ما يصيب شعوبها جميعاً دون استثناء.
وإن كانت الكويت لا تصرح علناً بجهود الدعم الذي تقدمه في كثير من الأحيان، فهي تعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات، بما في ذلك محاولة جمع الإخوة الفرقاء لتوحيد كلمة الفلسطينيين في أكثر من موقع واتجاه.
وعوداً لما تتعرض له غزة حالياً، فقد وقفت الكويت، شعباً وحكومة، موقف دعم ومساندة، وصرّحت على لسان أعلى المسؤولين فيها معبرةً عن رفضها التام لاستهداف المدنيين الأبرياء، كما وقفت موقفها المشرف خلال القمة الأخيرة التي عقدت في القاهرة، وأكدت مع أشقائها العرب على الحق الفلسطيني في الدفاع عن النفس.
وجاءت كلمة صاحب السمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في القمة المذكورة مطالِبةً المجتمع الدولي بالتحرك على نحو جدي واتخاذ موقف حازم لإدانة الاحتلال ولإلزامه باحترام القانون الدولي الإنساني للحرب، وأكد على تمسك الكويت بالسلام خياراً استراتيجياً عبر الوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي حقوق أقرتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وأكدت عليها قمة بيروت العربية في العام 2002 من خلال مبدأ «الأرض مقابل السلام».
وهو الخيار الأسهل والأقرب إلى الواقع، بل أكثر الحلول قابلية للاستدامة وأكثرها قدرةً على إنهاء الصراع المشتعل منذ ما يزيد على سبعة عقود، والذي أثَّر على منطقة الشرق الأوسط بشكل سلبي كبير. ومنذ بداية اندلاع الأزمة الحالية أكدت الكويت على ضرورة التشاور مع الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي لحل ينهي هذه الأزمة التي أريق فيها كثير الدماء على نحو غير مسبوق، حيث تجاوزت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي أكثر من تسعة آلاف شخص، وعشرات آلاف الجرحى، بالإضافة إلى تشريد وتهجير أكثر من مليون شخص، فضلا عما سببه ذلك القصف من دمار مادي هائل على الأرض.
*كاتب كويتي