حالة من البهجة تعتري المثقفين والأدباء السعوديين والعرب، تتزامن مع أنشطة وفعاليات معرض جدة للكتاب الذي يقام كل عام في مثل هذا الوقت من شهر ديسمبر، بمشاركة العديد من المبدعين والكتّاب والمثقفين والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، الذين يتوافدون على محافظة جدة، للمشاركة في عشرات الفعاليات المتنوعة، من محاضرات، وورش عمل ثقافية، وأمسيات شعرية، وعروض مسرحية، وندوات حوارية، ولقاءات ثقافية، وغيرها.

ولعل من أبرز ما يلفت النظر في معرض جدة للكتاب، الذي يعد رابع معرضٍ للكتاب تُنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال هذا العام، بعد معرض الشرقية ومعرض المدينة المنورة ومعرض الرياض، هو الاهتمام بالمؤلف السعودي من خلال تخصيص ركن يضم أكثر من 90 عنواناً، كما يركز البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض على الأدباء والمثقفين السعوديين، ويمنح الشباب فرصة لإظهار مواهبهم، إلى جانب ذلك أبدى المعرض اهتماماً كبيراً بالطفل، من خلال تنظيم منطقة مخصصة، تضم أركاناً تعليمية وتدريبية، تم إعدادها بعناية من قبل متخصصين في ثقافة الطفل، لتجذبه نحو متعة التعلم والإبداع، كما تضم العديد من الأنشطة التفاعلية والتعليمية المشوقة، إلى جانب حضور فن «المانجا»، وصناعة الدمى، والقصص المصورة «الكوميكس»، والعديد من الأنشطة التفاعلية الأخرى.

والحقيقة أن المعرض نجح إلى الآن في تقديم مزج رائع بين العديد من الآداب والفنون، موفراً تجربة ثقافية وترفيهية متكاملة لمختلف فئات المجتمع.

ذلك الثراء تم إعداده بعناية فائقة؛ ليحقق أهدافاً محددة لدى كل ممارسي الثقافة ومحبيها بالمملكة والمنطقة العربية والعالم، تظهر في الاختيارات الدقيقة والفعاليات المتنوعة التي يشهدها المعرض، بالإضافة إلى 400 دار نشر محلية وعربية ودولية، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير من قبل وزارة الثقافة، ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، بأن تصبح معارض الكتاب التي تأتي ضمن المبادرات الاستراتيجية للهيئة، نوافذ ثقافية تجمع صُنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القُرّاء والمهتمين، من أجل دعم وصول الكتب لأكبر شريحة ممكنة، وصُنع منافذ متعددة للنشر والتوزيع، بما يسهم في تحويل المملكة إلى منصة رئيسة في صناعة النشر، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة، المنبثقة من رؤية السعودية 2030.