ورحل فقيد الكويت، ومعها الأمة العربية والإسلامية ككل، إذ كان ركناً مهماً من أركان هذه الأمة، تغمده الله تعالى بواسع رحمته وألهم بعده الصبر والسلوان. وهنا قد تبدو الكلمات غير حاضرة وأقل مما ينبغي في مصاب جلل أصاب الكويت برحيل أمير التواضع والعفو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وألهم الشعب الكويتي القدرة على الصبر والسلوان في هذا المصاب الذي أصاب الكثيرين حول العالم أيضاً. لقد فقدت الكويت أمير التواضع وحبيب الشعب. وإن الكلمات لتعجز أن تنطق أو تتكلم في هذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.
لقد كان رحيل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، رحيلاً مدوياً في العالم أجمع، نظراً لما كان يمثله (رحمه الله) من أثر كبير في هذا العالم على الصعيد الإنساني، إذ كان حاضراً في أي مناسبة أو أي حدث، وكان يوصي بتقديم الدعم والعون كلما استدعت الحاجة أو كلما اقتضى الحدث ذلك. لقد أفنى الفقيد حياته في خدمة أبناء وطنه من أي موقع ومسئولية تولاها. منذ بداية خروجه للحياة العملية وتوليه المسئوليات التي أوكلت إليه، إذ نجد أن وراء كل صفحة من تاريخ دولة الكويت كانت بصمات الفقيد حاضرة فيها، فهو ذلك الحكيم المتأهب دوماً لوقفة القائد الكبير مع أبناء وطنه، في معظم المحطات الفاصلة في تاريخ البلاد، والتي كانت ترسو في نهايتها على شاطئ الثقة والأمن والأمان والاطمئنان.
إن مسيرة التنمية والنهضة في الكويت تشهد على ذلك الدور الكبير الذي ساهم به فقيد الكويتيين على جميع الأصعدة المحلية. لقد أخذ على عاتقه ترسيخ مبادئ أساسية في الكويت قوامها الاستقرار، جنباً إلى جنب مع مسيرة التنمية والنهضة في البلاد. وقد سعى أيضاً بالخطط التنموية والاقتصادية كي تنجح وتحقق أهدافها الوطنية. وتغلب على أخطر التحديات التي واجهت البلاد، رغم خطورة الوضع في منطقة يعلم الجميع مدى أهميتها للعالم أجمع، وفي أوقات رجحت فيها التحليلات أن تنزلق الأوضاع نحو الهاوية لتدخل في نفق مظلم، لكن صرامة قرار وحكمة الفقيد ساهمتا بقوة وحكمة في الحفاظ على المؤسسات العامة، وفي تحقيق الاستقرار التام في نهاية المطاف. كان هدفه الأساسي تجنيب الكويت مخاطر أي تدخل خارجي، وقد ركز في الكثير من اهتمامه نحو مجلس التعاون الخليجي على أن تتنادى الدول بعضها إلى بعض في حالات الخطر القصوى.
وقد استمرت مسيرة الكويت بفضل الأسس الراسخة التي بنيت عليها، فاستطاعت الحفاظ على هياكلها ومؤسساتها. وهذه هي القوة التي رغب فيها فقيدنا الراحل الشيخ نواف، لمجتمعه ومحيطه وبلده، والتي كان يوصي بها دائماً ولي عهده وكل الحكومات التي قام بتكليفها.
وفي الختام نتقدم بأحر التعازي القلبية الحارة للأمتين العربية والإسلامية عامةً، وإلى الشعب الكويتي خاصة، وإلى أسرة آل الصباح الكرام على هذا المصاب الجلل. رحمه الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
التعليقات