عالمية الفنون الإسلامية تتمثل أجمل تمثيل في مهرجان الفنون الإسلامية (٢٥ دورة سنوية منتظمة إلى الآن)، وفي دورة ٢٠٢٣، فنانون عرب وغير عرب أفكارهم متآخية متلاقية على قيم الخير والجمال والصداقة.. القيم التي يترجم معانيها النبيلة مهرجان الفنون الإسلامية عبر عناوينه الفكرية الفلسفية من دورة إلى أخرى، وجاءت دورة هذا العام تحت عنوان «تجليات».
عالمية المهرجان القائمة على فكر إنساني فلسفي جمالي نعاينها في التجارب الفنية المتلاقية في الشارقة في هذه الأيام وفي أماكن متعددة في إمارة الثقافات العربية والإسلامية والعالمية: آدم ويليامسون (المملكة المتحدة)، آنا إسكوبار سافيدرا (كولومبيا- فرنسا)، أحمد قشطة (إسبانيا)، انطونيو ساتين (إسبانيا)، جين تشوي، وتوماس شاين (أمريكا)، جوجا تاندا شفيلي (روسيا)، جولنور موكازانوفا (كازاخستان)، سارة شودري (المملكة المتحدة)، سامينا فيراني (المملكة المتحدة)، سهيل راد (إيران)، شياو جينغ يان (كندا)، فرانسيسكو ميراندا (إسبانيا)، ماتياس دي فالسيس (الأرجنتين)، ماتيو بوريس (فرنسا)، ناتالي فيشر (أستراليا)، ندا سلمان بور (إيران)..
بالطبع إلى جانب هذه التجارب الفنية، تصطف أيضاً أسماء فاعلة من الوطن العربي، لكن كل هذه الصورة الجمالية الفكرية تقع في إطار واحد هو الفن الإسلامي، وعموده الفقري الخط العربي، حرف اللغة العربية.
نشير، إذاً، إلى عالمية الفنون الإسلامية، وضمنياً تنطبق الإشارة على عالمية الخط العربي والحرف العربي اللذين تقوم عليهما اللغة التي تتحوّل من أبجدية إلى صور بصرية عديدة في أعمال هؤلاء الفنّانين.
هذه ملاحظة أوليّة عند مشاهدة وقراءة هذه الأعمال، سواء في أمكنة عرضها في الشارقة أو مشاهدتها وقراءتها في الكتاب التوثيقي المهني الصادر في مناسبة المهرجان المتعدّد الأماكن والتجارب الإبداعية العربية والعالمية.
الملاحظة الثانية تقوم على زمنية هذه الإبداعات من خلال متابعة أعمار الفنانين المشاركين في المهرجان، من الجنسين، وهم جميعاً شباب وشابّات خيارهم الإبداعي الجمالي والفكري ينطلق من الفن الإسلامي، وروحه: الخط العربي..
قد لا نلاحظ بالعين المجرّدة المباشرة أعمالاً خطّية أو حروفية صرفة في تجارب هؤلاء الفنانين، غير أن الروح المحرّكة لكل هذه الجماليات هي روح الحرف العربي بكل ما فيه من طاقات تشكيلية، وإيقاعية، وحركية موجودة أصلاً في الحرف نفسه الذي تولد منه كل هذه التكوينات الفنية التي نراها في أعمال الفنانين والفنانات من بلدان العالم. وفي اللحظة نفسها، فإن لكل فنان من هؤلاء لغته وأبجديته وحرفه، لكن الحرف العربي هنا وفي هذه التظاهرة يصبح أبجدية العالم.
التعليقات