ما أكثر ما تعرضت متاحف العالم إلى سرقات، تفاوتت حجماً، فقد تقتصر السرقة على لوحة شهيرة لفنان عالمي، وقد تكون عملية سطو شامل على ما تتضمنه قاعات المتحف المستهدف من تحف وآثار ولوحات ثمينة ونادرة.

من أشهر المتاحف التي تعرضت للسرقة في العالم العربي، المتحف العراقي، لحظة دخول المحتلين الأمريكان إلى العاصمة العراقية، حيث يقع المتحف، وعن الباحث الأثري عامر عبد الرزاق ننقل قوله: «أحاطت الدبابات الأمريكية المتحف العراقي خلال فترة الاحتلال والفوضى، ولكنها لم تُحرك إصبعاً في مواجهة المافيا وسارقي الآثار الذين هاجموا المتحف وسرقوا حوالي 14 ألف قطعة قيمة منه». ومرة قرأت أن مواطناً عراقياً اقترب من الجنود الأمريكان المحيطين بالمتحف، طالباً منعهم لما يجري من سرقة، فأجابه أحدهم: «لم نأت هنا لحماية المتحف»!

يشهد التاريخ على ما ارتكبه النازيون خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حين سرقوا ما يُقدر بنحو 20% من التراث الفني الغني لأوروبا، حيث وجّه هتلر بنهب المتاحف الكبرى، كمتحف اللوفر في باريس وأوفيزي في فلورنسا، ومما سرقوه أيضاً محتويات غرفة الكهرمان الفخمة في قصر كاثرين في سانت بطرسبرغ بروسيا.

ما زلنا نسمع أو نقرأ، بين فترة وأخرى، أخباراً عن سرقة لوحات شهيرة من متاحف مرموقة. وفي الغالب فإن عمر اللوحات المسروقة يعود إلى قرون مضت. بينها لوحة ليوناردو دافنشي «الموناليزا» التي سرقت في العام 1911 من متحف اللوفر الباريسي الذي يضمّ اللوحة، حيث كان السارق يعمل فيه، ليجري القبض عليه، بعد عامين، عند محاولته بيع اللوحة، ومن اللوحات الشهيرة التي تعرضت للسرقة أيضاً، وأكثر من مرة، رائعة فان جوخ «زهور الخشخاش».

نحن اليوم إزاء سرقة – فضيحة قد تكون لها انعكاسات على وضع الحكومة الإيطالية الحالية برئاسة ميلوني، حيث يجري التحقيق مع وزير الدولة الإيطالي لشؤون الثقافة، فيتوريو سغاربي، وهو ناقد فني مشهور، بتهمة حيازة وعرض لوحة فنية مسروقة، تعود إلى القرن السابع عشر. البلاغ عن سرقة اللوحة المعنية وهي «القبض على القديس بطرس» صدر في عام 2013. واللوحة للفنان روتيليو مانيتي، أحد أتباع عميد فن الباروك، كارافاجيو، وكانت معروضة في قصر بمنطقة بيدمونت، شمالي إيطاليا. الوزير المتهم بالتورط في السرقة، والذي يوصف بفحش اللسان، زعم أنه عثر على اللوحة أثناء ترميم بيت اشترته أمه، منذ أكثر من عشرين عاماً، وأنها أصلية، فيما التي سرقت هي نسخة منها.

إنها قضية «فساد سياسي» سافر. المعارضة تطالب بإقالة الوزير من منصبه. ومع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية يخشى الحزب الحاكم أن تؤثر هذه الفضيحة على نتائجه فيها.