البرامج النوعية الشبابية - غير التقليدية - التي تقوم بها وزارة شؤون الشباب بالتعاون مع جمعية «بيوت الشباب البحرينية»، تستحق الإشادة والثناء، كما تستوجب الدعم والشراكة، تماما كما تستلزم التطوير والتقويم.
في الشهر الماضي، ومن ضمن تلك البرامج، شاركت مجموعة من الشباب البحريني من تسلق جبل كليمنجارو، والوصول إلى أعلى قمة في قارة إفريقيا، وفي الشهر الجاري تم تنفيذ برنامج تطوعي للشباب البحريني، من فئة المعلمين والمعلمات، وأصحاب المؤهلات والمهارات التعليمية، وتحت شعار «عَلِّم وتَعَلّم»، في جزيرة لامو في جمهورية كينيا، بجانب تنظيم رحلة «اكتشف عجائب العلا» في السعودية، وفي الشهر القادم سيتم تنفيذ برنامج متميز، لخوض تجربة إنسانية تطوعية، بهدف تعمير وترميم المرافق المدرسية في جزيرة زنجبار – تنزانيا.
هذه المبادرات الجديدة، الرامية إلى غرس قيم ومبادئ العمل التطوعي بشكل عملي لدى الشباب البحريني، ومنح الفرصة لهم لخوض تجربة واقعية وخبرة حياتية، وتمثيل مملكة البحرين بالخارج، واستثمار الطاقات والمواهب الشبابية، وعبر رحلات استكشافية، ومن خلال مظلة رسمية، فكرة جيدة نتمنى أن تستمر وتتنوع وتشمل المزيد من الفئات الشبابية.
ربما بعض الاشتراطات للتسجيل في البرامج الشبابية بحاجة إلى إعادة النظر، والبحث عن الداعم والممول لها، لمساعدة الشباب للانضمام فيها، خاصة فيما يتعلق برسوم الرحلات التي تتراوح بين 200-250 دينارا بحرينيا، فالكثير من الشباب يرغب بالمشاركة ولكن لا يملك الرسوم المالية.
كما بإمكان وزارة الشباب وجمعية بيوت الشباب، تخصيص مقاعد للشباب المتفوق في المدارس والجامعات والأندية والمراكز الشبابية، لتحفيز الشباب على المشاركة، وتعزيز الشراكة المجتمعية مع المؤسسات الشبابية في البلاد.
من الأهمية بمكان وقبل أن يسافر الوفد الشبابي البحريني أن يدخل في دورة تدريبية بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية، بهدف زيادة الثقافة والمعرفة، ولقاء مع مسؤول في وزارة الخارجية للاطلاع على مستوى التعاون والعلاقات البحرينية الدبلوماسية، وكذلك مع مسؤول من وزارة الصحة لضمان الحفاظ على صحة وسلامة الشباب البحريني، خاصة في تلك الدول التي تحتاج إلى أنواع عديدة من التطعيمات الصحية.
كما نتمنى من وزارة الإعلام وجمعية الصحفيين المشاركة في تلك البرامج، وضرورة قيام وزارة شؤون الشباب والجمعية باستضافة بعض المؤثرين «الإيجابيين» في مثل تلك الرحلات، للقيام بالتغطية الإعلامية المناسبة.
يبقى من المهم كذلك، مشاركة وزارة السياحة في مثل هذه البرامج، لاستثمار زيارة الشباب البحريني لتلك الدول، للترويج السياحي لمملكة البحرين، تماما كما أن وزارة السياحة مدعوة لأن تستثمر مثل هذه الرحلات في دعوة شباب العالم لزيارة مملكة البحرين، مما سيسهم في الترويج السياحي لبلادنا، في ظل الاهتمام الشبابي في نشر وتسويق تجاربهم عبر منصات التواصل الاجتماعي الالكتروني، وتأثيرها الكبير.
تحية لسعادة السيدة روان بنت نجيب توفيقي وزيرة شؤون الشباب في رعاية وتنظيم هذه البرامج، والشكر واجب وموصول إلى السيدة سعيدة الجودر رئيس جمعية بيوت الشباب، وكافة المشاركين في تلك البرامج.. والسعي الدائم والمستمر على التطوير، وزيادة المشاركة للشباب البحريني.
التعليقات