شاهدت مقطعاً لـ«سكيورتي» أحد الملاعب يستفز نجل رونالدو أثناء خروجه من الملعب، فتساءلت عن أهلية هذا الموظف للعمل في هذا الموقع الذي يفترض فيه أن يكون واجبه الأول حماية اللاعبين من استفزازات واعتداءات الجماهير فإذا به هو المستفز والمعتدي!

أعلم جيداً أن أكثر ما يهتم له النجوم العالميون هو أمن وراحة أسرهم، فتخيلوا لو أن رونالدو بعد هذا الموقف وما قد يجره من مواقف أخرى قرر أن يحزم حقائبه ويغادر بأسرته، ويصرّح بأسباب هذه المغادرة في وسائل الإعلام العالمية، أي تشويه وضرر سيلحق بصورتنا، وأي نجم عالمي سيفكر بالقدوم إلينا، خاصة وأن من أهداف برنامج استقطاب النجوم العالميين هو إعطاء صورة إيجابية للعيش في المملكة، وهو ما لا يدركه هذا الموظف الذي أخلّ بواجباته وتغلبت عليه مشاعر تعصبه؟!

ما هي أصلاً معايير وضع أمثاله في مثل هذه المواقع، ومن يشرف على عملهم ويضمن التزامهم بالمعايير المهنية لواجباتهم؟! فأن يلاحق أحدهم صبياً لم يتجاوز الـ13 من عمره مدفوعاً بتعصب الكبار فهذا أمر لا يمكن السماح به، ولا يجب أن يمر مرور الكرام لأنه يهدم أهدافاً أكبر من آفاق تعصبهم الضيقة!

كما أن تهييج الإعلاميين المتعصبين أصحاب المعايير المزدوجة للجماهير لاستهداف النجوم العالميين والتعامل بمواقف متناقضة معهم يدعو للتساؤل عن مدى فهمهم لأبعاد المشروع الرياضي الذي سخّرت له الدولة الأموال لتقديم صورة جاذبة للمملكة وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي، فكل من يرى أن ناديه وتعصبه أهم من الوطن وصورته والدولة ومشروعها يجب أن يواجه بالمساءلة، كما يواجه كل من يشكك ببرامج الرؤية ويشوّه مشاريع بناء المستقبل، فما يفعله هؤلاء المتعصبون يعزز حملات التشويه ضدنا في الخارج ويدعم خطط من يستهدفون مشروعنا ويزود الأعداء بالذخيرة التي يصوبونها علينا!

باختصار.. مشروعنا أكبر من تعصبهم ووطننا أعظم من تفاهاتهم!