منصب وزير الخارجية في أي بلد منصب ليس له علاقة بالراحة والإجازات. العلاقات الدولية الواسعة المتقلبة، والأحداث والتحالفات المتغيرة، والتوترات السياسية، والحروب، كم هائل من الضغوط يجعل طائرة وزير الخارجية جاهزة للإقلاع في أي وقت. يتعين على وزراء الخارجية التكيف مع فارق الوقت، التعود على النوم في الطائرة مع أن بعض الحالات تستدعي العمل أثناء الرحلة.

هذه الرحلة قد تكون مفاجئة لحالة طارئة، لا وقت للنوم، هناك حاجة للتحضير والاتصالات والمناقشات. وزراء الخارجية يقومون بطبيعة عمل مختلفة، مسؤولون في بلادهم ومسؤولون خارج بلادهم، هم جزء من حكومة العالم، حكومة يحتاج وصولها إلى اتفاق وحلول مشتركة إلى جهود فكرية وبدنية ونقاشات مطولة، وعمل في الجو أكثر من الأرض. وزراء الخارجية لا يكتفون بإطفاء الحرائق وإنما يعملون من أجل ابتكار الحلول الدولية، واحلال السلام الدائم في كل أرجاء العالم، ورغم صعوبة المهمة لا يصيبهم اليأس.

وزير الخارجية يعمل من أجل مصالح بلدة وسط وزراء آخرين لهم نفس الهدف أو نفس المسؤولية، تجمع دولي ومصالح قد تكون متعارضة، ونتائج منشودة لمصلحة الإنسان في كل مكان، حوار فكري وثقافي واقتصادي وسياسي بين مسؤولين يعملون بكل اخلاص لمصالح بلدانهم وفي نفس الوقت يتحملون مسؤولية التوصل إلى وفاق دولي.

عملية توازن ليست سهلة وهي جزء من المسؤوليات الثقيلة لوزراء الخارجية الذين يسعون إلى تنمية العلاقات الدولية وسط مصالح متعارضة في بعض الأحيان.

المؤهلات والمهارات التي يحتاجها أي وزير خارجية كثيرة ومن أبرزها الثقافة العامة، الإلمام بتفاصيل واقع البلد الذي يمثله ومعلومات عن البلدان الأخرى، الثقافة التاريخية، مهارة الاتصال والتفاوض والقدرة على التعبير عن مواقف بلده.

مسؤولية العلاقات الخارجية للدولة ليست سهلة ولا متعة سفر للترفيه والسياحة، تصريح واحد قد ينسف العلاقات أو المفاوضات قبل أن تبدأ، أو يفعل العكس ويؤدي إلى بيئة حوار عملي يؤدي إلى نتائج ايجابية. المسؤوليات الإدارية لوزراء الخارجية لها فريقها الخاص والمسؤولون المساعدون، أما المسؤوليات الدبلوماسية الخارجية فهي مسؤوليات غير تقليدية، ورغم أن الوزير ينطلق من ثوابت سياسة بلده إلا أن المتغيرات السريعة تتطلب الابتكار والمبادرات والدراسات التي تبنى عليها السياسات الاستراتيجية للدولة، وهي بلا شك مسؤولية جسيمة.