ذهبت خلال إجازة عيد الفطر إلى الجارة البحرين بالسيارة من الرياض. وتجنباً للازدحام توجهت مبكراً، حتى أتمكن من إنهاء الإجراءات على جسر الملك فهد قبل الازدحام. ولكن عند العودة أخذت حظي من الانتظار نتيجة تأخري إلى قرب الظهر. ولهذا، أتمنى أن تكون إجراءات السفر لسكان دول مجلس التعاون أكثر سهولة، خصوصاً وإن السياح والمقيمين على موعد في نهاية العام مع التأشيرة الخليجية الموحدة.

وأنا هنا أتذكر رحلتي عام 2002 من إسبانيا إلى البرتغال، حيث استخدمت الباص للتنقل من مدينة ملجا، التي وصلتها بالطائرة، إلى مدينة أيامونتي في منطقة أندلوسيا جنوب غرب إسبانيا، وعلى مقربة من الحدود مع البرتغال، التي كنت متوجه إليها. ولذلك أخذت سيارة أجرة من أيامونتي إلى أقرب محطة قطار في البرتغال من أجل الوصول إلى الغارف Algarve أو الغرب، التي تقع في أقصى الجنوب الغربي للبرتغال، والقريبة من المحيط الأطلسي.

ولا أخفي، فقد انتابتني الدهشة والسعادة، فهذه أول مرة انتقل من بلد إلى أخر دون تعقيدات التوقف لختم جواز السفر، الأمر الذي يسير علي الوصول لمحطة القطار البرتغالية وقطع التذكرة إلى الغرب في مدة لا تتعدى 45 دقيقة- وإلا لكان علي الانتظار لمدة ساعتين حتى يحين موعد انطلاق القطار القادم. وهكذا فمثلما ذهبت من أيامونتي إلى الغرب دون ختم جواز عدت بعد قضاء الإجازة من البرتغال إلى إسبانيا دون إجراءات الحدود المتبعة.

وأنا أورد ذلك، من أجل المقارنة بين رحلتي إلى بلدين غريبين علي، وبين رحلتي إلى العزيزة البحرين. إذ على الرغم من أن الإجراءات قد أصبحت أسهل، فإن الكثيرين لا يزالون يشتكون من ساعات الانتظار وطوابير السيارات التي تتزاحم مع بعضها البعض لإنهاء الإجراءات وخاصة في المناسبات والأعياد.

إن جسر الملك فهد هو ليس فقط طريق عابر للحدود بين المملكتين، وإنما صرح حضاري يرمز للأخوة والصداقة والمحبة التي يكنها شعبا البلدين لبعضهما البعض. فالسعودي لا يشعر بالغربة في البحرين كما أن البحريني يحس أنه بين أهله وذويه في السعودية. وعلى ما يبدو لي، فإن جسر الملك فهد يسير حثيثاً باتجاه إزالة الغربة التي يشعر بها المسافرون عبره. فهذا من شأنه إطلاق أول تجربة «شنغن» سعودية بحرينية -وذلك تمهيداً لإطلاق «شنغن» خليجية خليجية تسمح لمواطني وسكان دول المجلس بالتنقل وزيارة بعضهم البعض بسهولة ويسر، ومن دون أي إجراءات على الحدود، وذلك على غرار ما بين الدول الأوربية- إنها أمنية.

أن مثل هذا الإجراء سوف يعطي دفعا قويا للسياحة الخليجية الخليحية، خصوصاً وأن كافة دول المجلس لديها رؤاها المستقبلية من أجل تنويع مصادر الدخل. وتطور السياحة سوف تكون العصاة السحرية، التي تؤدي إلى انتعاش كافة قطاعات الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.