لن أشك ولو للحظة واحدة أن الشخص الذي اختار رئيس برنامج الاستقطاب سعد اللذيذ لهذه المهمة لم يكن موفقا في اختياره، ومؤمن أن هذا الاختيار تم وفقا لمعايير محددة "إداريا" وليس فنيا طبعا فكانت الضالة في شخص أبو زياد ليتولى مهمة الملف المعقد في زمن المنافسة الشرسة ومواقع تواصل تضع شراسة المنافسة على المكشوف.

وهذه المرة لن أذهب مع الزميل نايف الثقيل الذي طالبه بالكشف عن سيرته الذاتية، بل سأقولها وبصوت عال لنمنح أبا زياد الثقة اللازمة ليعمل، خاصة أنني مؤمن أن تجربة الموسم الجارية منافساته علمته الشيء الكثير واستفاد من الأخطاء التي من الطبيعي جدا لأي إنسان يعمل في مجال ما أن يقع فيها، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

وأول خطوات الاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها هي الشفافية والعمل على مد جسور التواصل سواء مع الأندية من جهة أو الإعلام من جهة أخرى، فكما تم تداوله مؤخرا أن الرابطة عينت ممثلين لها في أندية روشن الـ18 وهي خطوة موفقة أيضا أتمنى تعيين ممثل إعلامي للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.

فالضبابية والغموض فتحت الباب للتأويلات والاجتهادات والتفسيرات الخاطئة، ولو أن برنامج الاستقطاب كان لديه استراتيجية واضحة ومعلنة أسوة باستراتيجية دعم الأندية فلن يكون هناك اجتهاد، فالقاعدة تقول: لا اجتهاد مع وجود النص، وكان من الطبيعي أن كل ناد سيلتزم بتلك الاستراتيجية ويعمل على تطبيقها، ولكن للأسف الغموض وتبدل المواقف هو من فتح الباب على مصراعيه بين الأندية والبرنامج.

ما دعاني لكتابة هذا المقال هو التصريح الأخير للرئيس التنفيذي لنادي الاتحاد دومينجو سواريز الذي تحدث عن الأخبار غير الإيجابية القادمة من برنامج الاستقطاب، وهو ما أثار قلق الجماهير الاتحادية التي كانت تتوقع أن الموسم المقبل ستعوض عن أي تقصير حدث في حق ناديها الموسم الجاري، وتمنيت أن يكون هناك استعداد مبكر لبرنامج الاستقطاب للكشف عن استراتيجيته للموسم المقبل.

فلجنة الاحتراف أعلنت عن مواعيد التسجيل وبالتالي فبرنامج الاستقطاب كان لا بد أن يكون جاهزا لمواجهة كم الاستفسارات التي تصله وتستفسر عن المرحلة القادمة فكل ناد يسعى للاستفادة قدر الإمكان، وهناك أندية بدأت مفاوضاتها فعليا وتنتظر الضوء الأخضر من البرنامج وإلا فليجهز البرنامج والقائمون عليه أنفسهم ليكونوا ضحية لأي إخفاق للأندية في إبرام صفقاتها المقبلة.

مرة واحدة يظهر فيها سعد اللذيذ يشرح فيها استراتيجية البرنامج للموسم المقبل والآلية والمعايير التي سيتم العمل بها كفيلة بأن تكون الصورة واضحة أمام الجميع ولن تجعله في كل مرة بحاجة لمواجهة الإعلام إلا نهاية فترات التسجيل يسلط فيها الضوء عن عمل البرنامج على مستوى التعاقدات وليس الميزانيات.

  • نقطة آخر السطر:

    الركلة الجزائية التي احتسبت في مواجهة النصر والهلال الأخيرة وردود الأفعال الواسعة خاصة في اختلاف وجهات النظر بين الحكام تجعلني أطالب زملائي الإعلاميين والقائمين على البرامج الرياضية عدم إحراج أنفسهم في التطرق للقرار، لأنه بدا واضحا، وأنا أول من بدا لي ذلك أن العاطفة تغلبنا أحيانا كثيرة عند التعليق على هذه الحالات التحكيمية المثيرة للجدل.