لا يزال الغموض يلف مصير الاتحاد، الصرح الذي هوى من القمة، أمام مرأى ومسمع الجميع في الوسط الرياضي، متابعين ومحبين.. العميد الذي وضع في سفينة، ستبحر به، برفقة ثلاثة أندية جماهيرية، إلى أسواق المال والاستثمار، ومع بداية الإبحار، تعرض العميد للغرق، وتركوه وحيداً وسط تلاطم الأمواج، حتى مجاديفه حطموها، قفز منهم من قفز، ليواجه النادي المئوي مصيره، ويتقاذفه المتذيلون قبل المنافسين، تصفية حسابات قديمة وفواتير سددوها.

ورغم أن الرياضة السعودية، صعدت في زوارق سريعة، نحو المجد، وفق رؤية شاملة، كسرت القيود ورفعت رايات النجاح، في كل محفل عربي وعالمي، لا يزال فرع كرة القدم يراوح مكانه، واصطدم بمنظومة تعاني من خلل إداري وفني، وأشياء أخرى، مرتبطة بالكوادر والعقليات، والنضج والفكر.

الشواهد كثيرة، على مستوى اللجان، الروابط، والكفاءات، التي لم تواكب المرحلة، أو علاقتها بكرة القدم، أو الرياضة بصفة عامة غير كافية.

الدولة رعاها الله، منحت الثقة وأغدقت من الأموال، ومنحت الصلاحيات، وحفزت الجميع، من مكلفين وخبراء، للعمل بكل جد، وحيادية لإنجاز المهمات، واستعانت بنزاهة لتقييم الأداء، ولن تغفل عن محاسبة المتقاعسين، والمنتفعين. وما حدث للاتحاد، هذا الموسم بحسب ما يتداوله المنصفون، قضية لا يتحملها ملف واحد، ولا شخص، بل تحتاج إلى مجلدات، خاصة وأن الفريق الحاصل على بطولتين، دخل الموسم الذي يليه تحت مظلة شركة، كُلفت بتطوير العمل، وتجهيز النادي لمرحلة جديدة، ورفع أسهمه التسويقية، وتنظيمه على المستويين الإداري والفني، وإذا بالأمر يتحول إلى انتكاسة، لم يمر بها هذا النادي، طيلة قرن من الزمن، عمر هذا الكيان المئوي، عميد الإرث والإنجازات، محلياً وإقليمياً وقارياً، وكل من يعتقد، أن ما حصل مجرد إخفاق، غير مقصود ولا مرصود، شخص مكابر أو منتفع، حتى المنافسون تعاطفوا مع هيبة العميد، التي تعرضت للانكسار، لأسباب ما زالت ضبابية، على الرغم من كرة الثلج التي أخذ يتقاذفها البعض من أطراف القضية، ولا يعقل أن يلف الصمت المكان، ويتنصل المتسببون عن هذا الفشل، والسقوط الذريع، في سنة أولى شركة.

الاتحاد، أخذتموه بطلاً، وبعثرتموه، وحتى لا يتكرر المشهد ويمر مرور الكرام، لا مفر من محاسبة كل الشركاء، وبعدها ومن باب الإنصاف، لا بد من تعويض هذا الصرح الشامخ ومحبيه عن الضرر، والخسائر المعنوية والمادية، التي لحقت بهم.