تشهد الرياض حدثاً ثقافياً فريداً بمشاركة دولية رفيعة، يتمثل بمعرض عطور الشرق الذي يقام في المتحف الوطني السعودي، انطلاقاً من رؤية وزارة الثقافة للنهوض بقطاعات الثقافة بمختلف فنونها ومجالاتها، حيث يأخذ المعرض الزائر في رحلة العطور الشرقية عبر الزمن، مع إلهام الموروث الشرقي في صناعة العطور وربط العطور بالثقافة والحضارة الإسلامية بطريقة إبداعية وشاملة، من خلال أكثر من ٢٠٠ قطعة أثرية وعمل فني معاصر !

يعيش زائر المعرض، الذي ينظمه المتحف الوطني بالشراكة مع معهد العالم العربي بباريس، تجربة مختلفة من خلال التجول في فضاءات متنوعة تبدأ من فضاء الطبيعة إلى طرقات المدينة ومنها إلى داخل المنزل لاستكشاف تاريخ العطور، عبر أعمال تتمازج بين التراثي والمعاصر، في مسار تلتقي فيه حاستا الشم والبصر، حيث تطلق الأجهزة المبتكرة روائح عطور تأخذ الزائر للانغماس في عالم من الروائح الفريدة، التي صنعها المصمم العالمي كريستوفر شيلدريك خصيصاً لهذه المناسبة !

هي بالفعل تجربة فريدة تلامس المعايير العالية للمعارض الفنية وابتكار أفكار التأثير في الزائر لتحقيق الأهداف، معايير أصبحت من سمات الفعاليات الثقافية التي تشهدها المملكة منذ انطلاق رؤية السعودية ٢٠٣٠، التي جعلت من الجودة والإبهار عناصر أساسية في الأعمال الفنية والأحداث الثقافية !

يروي المعرض قصة ملهمة عن العطور كمنتج ثقافي تربطه علاقة تاريخية مع العالم العربي، الذي ارتبطت مجتمعاته بالعطور عبر التاريخ، حيث يسلط الضوء على روائح الشرق وعلاقة التقاليد العربية بالعطور في تكوين الهوية الاجتماعية !

باختصار.. تأخذنا العطور أحياناً إلى عالم موازٍ يملأه العبق وتتمازج فيه الحواس !