التبرع بالدم عمل إنساني تطوعي نبيل، وهو من الأعمال الإنسانية الأساسية في حياتنا وحياة كل الشعوب، وعندما أقول أساسياً أقصد أنه لا غنى عنه وطنياً ولا حياة بدونه خاصة في هذا العصر الذي تسفك فيه الدماء سواء من تزايد حوادث السيارات أو حوادث الإصابات المهنية أو مضاعفات العمليات الجراحية أو الحروب والمداهمات الأمنية لرجال الأمن البواسل في حربهم على شياطين تهريب وترويج المخدرات أو أباليس الإجرام بأنواعه وأشكاله المتعددة.

وتولي الدولة - أعزها الله - اهتماماً بالغاً بأمر التبرع بالدم وتشجع عليه وتمنح الهدايا والأوسمة للمتبرعين تشجيعاً لهم وحثاً لهم على هذا العمل الإنساني.

الغريب أن بعض المستشفيات التي تتوسل للناس بالتبرع بالدم عبر إعلاناتها وحملاتها المكثفة وإرسال رسائل نصية بطلب الحضور لمتعود التبرع وهي في أمس الحاجة للمتبرعين، لا تجيد تهيئة الأجواء للمتبرع بتوفير مواقف سيارات قريبة لمراكز التبرع، ولا تعامل يشجع المتبرع على الحضور، ولا تسهيلات مكانية تليق بالمتبرع، فالمواطن السعودي تحديداً ليس في حاجة لمنحه هدية مهما كانت ثمينة بقدر حاجته لأن يجد موقفاً لسيارته وسرعة لإنجاز عملية تبرعه وبيئة مكانية تشعره بالارتياح والتقدير.

لو كنت في ثياب مدير المستشفى سواء الخاص أو الحكومي لوفرت مواقف سيارات مظللة خاصة لمركز التبرع بالدم، وموظفاً لتنظيم دخول وخروج السيارات للمركز، وأكثر من موظف استقبال من الرجال والنساء مهمتهم استلام سيارة المتبرع أمام مدخل المركز وإدخالها للمواقف بعد إعطائه رقم الاستلام ثم موظف أو موظفة (حسب جنس المتبرع) ترشده لصالة استقبال فخمة كراسيها كنبات مريحة ولائقة وليست حديدية، والصالة مزودة بشبكة لاسلكية مجانية وقوية وأنواع العصير الطبيعي المفيد والأطعمة اللذيذة الخفيفة والمشروبات الساخنة المسموحة للمتبرع، وشاشات تلفزيونية وتوعوية عن فوائد التبرع وما يجب عمله بعده، وأن يحاط المركز بالمسطحات الخضراء والزهور والأشجار والبيئة الصحية وليس حاويات النفايات والأتربة والأرصفة المكسرة التي قد يتعثر فيها فيحتاج لمتبرع بالدم!!

إن الشخص الذي تجشم العناء وقطع المسافات وعانى من زحام الطرق لكي يتبرع بدمه الذي فار من تلك المعاناة، سواء كان رجلاً أو امرأة يستحق أن يستقبل ويعامل في (بنك) الدم كما يعامل كبار العملاء في (بنك) المال، وكما يعامل كبار الأعضاء في صالات المطارات الدولية المخصصة لهم VIP LOUNG

باختصار المتبرع بالدم يستحق أن يدلل.