يفكر البعض بينهم وبين أنفسهم في أن لهم حقوقاً على الآخرين، وأن على هؤلاء الآخرين أن ينصاعوا لذلك، ثم هم لا يكتفون بالفكرة التي تنم عن حالة من تضخم الذات والفوقية، بل يطبقونها على أرض الواقع، فتجدهم يتصرفون بما يوحي أن ما عليهم سوى الأمر وعلى الآخرين السمع والطاعة، حقوق غريبة ومستفزة بعضنا يستسلم لها لأسباب واهية جداً، نمنحها لأشخاص تتكشف سوءات شخصياتهم بشكل مفاجئ وصادم، لا يمكن تخطيه أو تمريره دون ردة فعل تناسبه، لأن المنطق ينص على أن «لكل فعل ردة فعل، مساوية له في القوة، ومعاكسة في الاتجاه»!

يتحدث إليك بعض هؤلاء الأشخاص بفوقية ويجلسك أمامه ليعيد تشكيل شخصيتك، نعم، هناك من يقول لك بشكل مباشر «أنا لم يرق لي تصرفك في الموقف الفلاني، وأنه كان يفترض بك أن تفعل كذا وكذا!» منتظراً منك نظرة منكسرة باتجاه الأرض تمنحه شعوراً بالطاعة والامتنان لأنك تفضلت عليه ووافقت على عمله العظيم لإعادة تربيتك وتهذيبك! هذا الشخص ما لم ترد له الصاع صاعين فإنك ستظل مرتهناً له طوال الوقت بشعورك بالدونية أمامه وكأنك تعترف له بحقه في أن يعاملك كما فعل!

الواقع الذي نعيشه فيه عشرات الأدلة على وجود أشخاص يعطون أنفسهم الحق في أن يصرخوا على الآخرين، أو يتطاولوا عليهم بالضرب إذا لم يعجبهم أمر ما، ثم يمضون كأن شيئاً لم يكن، ويبدأون في تبرير تصرفهم الخارج على كل اللياقات، كما يبدأ كثيرون في تبرير فعل ذلك، لدواعٍ مختلفة: العلاقات، المصالح، الاسترزاق، عقدة الدونية، عبادة الشخصية... الخ وحادثة المغني المصري «عمرو دياب» دليل ساطع!

إننا جميعاً، محاطون طوال الوقت بأشخاص كثر ليس مستبعداً أن يكون منهم الحمقى ومرضى نفسيون، وما علينا سوى أن ننتبه وأن لا نقع في فخ الانبهار بهؤلاء الذين يحملون عقد نقص وأمراضاً نفسية يخفونها تحت هالات أضواء الشهرة والمراكز والانتماءات العائلية. تعلّم أن لا تنبهر، وأن لا تجعل انبهارك يسوقك إلى مواضع مهينة، وأن ترد الصفعة في حينها!