كان لا بد وأن يأتي يوم تنتهي فيه مسيرة قائد الهلال سلمان الفرج شأنه شأن كل لاعبي كرة القدم، وشأن كل أساطير الهلال وقادته التاريخيين الذين ختموا مسيرتهم المرصعة بالبطولات والذهب والمنجزات مع "الزعيم".

أحسن سلمان الفرج في اختيار توقيت خروجه من الهلال، وإن كان خروجه ليس اعتزالاً كبقية النجوم، لكنه اختار مع الهلاليين لحظة مناسبة للترجل وترك شارة القيادة خصوصاً وأنه من الواضح أن صناع القرار "وصيف العالم" اتخذوا قراراً للبدء في مرحلة تجديد دماء الفريق وإحلال عناصر جديدة بوقت كاف قبل استحقاق كأس العالم للأندية الذي سيقام العام المقبل.

لطالما أخفق لاعبو كرة القدم في اختيار اللحظة التي يخلعون بها قمصان فرقهم، خصوصاً أولئك الذين بنوا مجداً كبيراً وحفروا أسماءهم في ذاكرة الجماهير، إذ غالباً ما يتأخر اللاعبون في اتخاذ مثل هذا القرار ظناً منهم بقدرتهم على العطاء بنفس القوة والحضور مع تقدمهم في العمر، وكان ذلك جلياً في مسيرة عدد كبير من اللاعبين السعوديين وحتى خارج السعودية، لكن الفرج قرر الرحيل في وقت لم تتراجع أسهمه في المدرج الهلالي، إذ كان حاضراً ومؤثراً في الفريق حتى وهو يشارك في دقائق أقل في الموسمين الماضيين، وكانت بصمته تظهر كلما استعان به البرتغالي خورخي جيسوس.

صحيح أن الفرج لا يزال يستطيع اللعب لموسم أو اثنين وربما أكثر، لكنه لن يكون تحت ضغوط في حال تراجع مستواه إن التحق بالأهلي أو الاتحاد أو الشباب أو حتى القادسية كما تقول الأخبار بالمقارنة مع تلك التي كان سيواجهها لو استمر مع "الأزرق".

في المقابل من حق إدارة الهلال أن تختار الأفضل لفريقها وأن تقوم بتجديد لا يزال أنصار النادي ينتظرون معه خروج عدد من الأسماء التي كانت أقل عطاء وتأثيراً مما قدمه قائد المنتخب السعودي، إذ كان لابد من نهاية لهذا الجيل الذي حقق مع الهلال كل شيء محلياً وقارياً وحتى عالمياً، وسيكون خروج بقية لاعبي هذا الجيل على الأرجح من الباب الكبير تماماً كما كانت عليه اللحظة التي افترق فيها قائدهم عن فريقه.