بجانب المشاريع في قطاع النفط، تبذل المملكة جهوداً متواصلة واستثنائية لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، وتخصص ميزانيات ضخمة لتعزيز هذا المسار ضمن استراتجيتها العامة لإنتاج الطاقة بجميع أنواعها، وتقود أرامكو السعودية هذه الجهود من أجل دعم الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي، إيماناً من المملكة بأهمية الغاز الطبيعي، باعتباره أحد محركات النمو وأحد عناصر التمكين الاقتصادي.

وتوفر المملكة كل الإمكانات التي تساعد أرامكو على تحقيق أهدافها، بمواصلة أعمال التنقيب والإنتاج في حقول الغاز، مستعينة بأعلى التقنيات الرقمية والصناعية، بما في ذلك النمذجة الفائقة، والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، وقد أسفرت هذه الجهود عن إحراز تقدمٍ ملموس للتوسّع في مجال الغاز، توج يوم أمس بإعلان الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، عن أنَّ أرامكو السعودية تمكنت -بفضل الله- من اكتشاف حقلين للزيت غير التقليدي، ومكمن للزيت العربي الخفيف، وحقلين للغاز الطبيعي، ومكمنين للغاز الطبيعي.

من جانب آخر تراهن المملكة على مستقبل حقل الجافورة، وإمكاناته الفنية، التي تساعد في زيادة حجم إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي بنسبة تتجاوز الـ60 في المائة، والوصول بهذا الإنتاج من 13.5 مليار قدم مكعب يومياً اليوم إلى 21.3 مليار قدم مكعبة بحلول 2030، بعد إتمام المرحلة الثالثة من مشروع توسعة الحقل وتطويره.

وجاءت فعالية توقيع اتفاقيتين، لتطوير المرحلة الثانية من مشروع الحقل، والمباشرة بالمرحلة الثالثة من مشروع توسعة شبكة الغاز الرئيسة في المملكة، بقيمة إجمالية بلغت 25 مليار دولار، لتعكس حجم الجهود المبذولة من الحكومة الرشيدة، لتكون المملكة رائدة في إنتاج الغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة بجميع أنواعها، مثلما هي كذلك في إنتاج النفط.

وما يبعث على التفاؤل بشأن مستقبل مشاريع الغاز، أن تطوير حقل الجافورة، وتوسعة شبكة أنابيب الغاز، سوف يساهمان بنحو 20 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويضاف هذا إلى التوجه بزيادة عدد مشاريع الاستكشاف والتنقيب عن الغاز، التي تتبناها أرامكو، بما يلبي احتياجات الاقتصاد الوطني بحلول 2030، مع الاستعداد لمواكبة مستهدفات 2040.

وليس بعيداً عن جهود المملكة لتعزيز إنتاجها من الطاقة المتجددة، ما شهدته المملكة مؤخراً بتوقيع الشركة السعودية لشراء الطاقة اتفاقات شراء الطاقة لثلاثة مشروعات جديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، مع تحالف شركات تعمل في المجال، ما يؤكد أن المملكة تحقق كل يوم إنجازاً جديداً ضمن وعود أطلقتها رؤية 2030 بأن تكون البلاد رائدة في إنتاج الطاقة المتجددة، تحسباً لنفاد النفط بحسب الدراسات العلمية.