من الطبيعي أن يواجه الآباء والأمهات رفضاً وتحدياً من أبنائهم خلال العطلة الصيفية، حيث يرغبون في قضاء وقتهم، كما يقولون، بحرية، ودون قيود، لأنهم كانوا طوال العام الدراسي يدرسون ويستذكرون ويحلون الواجبات، ويستعدون للاختبارات المتتالية، وينامون ويصحون وكأنهم روبوتات، متقيدين بوقت محدد، والعطلة فرصة لهم للابتعاد عن هذا الروتين، وهذه الآلية المملة.

ووجهة نظر الأبناء فيها من الموضوعية والصحة الكثير، ولكن الاستسلام والتسليم الكامل خطأ، والتعميم يعني فوضى، وعدم التقيد بالأوقات، ولا بساعات محددة، بمعنى أن اللعب دون سقف محدد، والسهر، دون ساعة محددة، والخروج من المنزل، دون قيد وسؤال، والنوم طوال ساعات النهار دون أي تأنيب أو محاسبة، كلها دون شك فوضى، وعندها تكون العطلة،كابوساً، وإرهاقاً للجميع، بل تكون الأسرة في ارتباك، ولا يجد أفرادها الوقت للجلوس مع بعضهم بعضاً، ولا تمضية الأوقات والالتقاء، ومن هنا تفقد العطلة قيمتها أو سببها.

في اللحظة نفسها، لا يمكن الضغط على الابن أو الابنة، لتكون جميع أوقات العطلة دورات وورشاً وتدريباً، بل هذا ليس صحياً، ولا عملياً، والحل هو في الموازنة، وحلول المنتصف، وهذا يعني منح الابن والابنة، ما يريدان من العطلة، من السهر، ومن الخروج، ومن اللعب، ولكن في اللحظة نفسها، تمرير البعض من المهام لهما، للقيام بها، مهام تقويهما وتطور مهاراتهما وتعزز من قدراتهما.

ولا يمكن العمل وفق آلية المنتصف، والحلول الوسطية، دون المشاركة، بمعنى إشراك الأبناء في تخطيط وقتهم، وكيف يقضونه، وبالنقاش والحوار، يمكن الخروج بجدول عملي، دقيق، وقوي، ومفيد للطرفين. وللنجاح في وضع هذا الجدول يجب على الأب والأم، التحدث مع أبنائهما عن اهتماماتهم، ورغباتهم، وتطلعاتهم، ثم توضع كأنشطة في الجدول اليومي، ويجب على الأم والأب، عدم نسيان الحوافز، وتشجيع أبنائهما عند كل نجاح، أو عند تجاوز مهمة أو النجاح في إنهاء برنامج ما.

وسط كل هذه الإيجابية، يجب المحافظة على جو من المرح، والابتعاد عن الشحن والغضب والتوتر، لتكون إجازة سعيدة ومفيدة للجميع.

لا تخططوا لإجازة الصيف، دون مساهمة الأبناء، ودون أن تسمعوا رغباتهم وما يريدون فعله خلال الإجازة، هذه نقطة مهمة جداً.

www.shaimaalmarzooqi.com