في فترة الصيف التي تعتبر هادئة رياضياً لأنديتنا، وهي تستعد للموسم القادم في معسكرات واستقطابات داخلية وخارجية، كان الكل يتوقعها أن تكون ذات زخم عالٍ، ولكن ما تحصل عليه الأندية من دعم واستقطابات ممتدة لعامين قادمين قد خفف من برنامج الاستقطاب في هذا الصيف، حديث سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل لبودكاست «ثمانية» وضّح أموراً كانت تدور حولها حالة من الغموض استُغلّت من قبل إدارات بعض الأندية وأنها كانت مغيبة عن خطوات برنامج الاستقطاب.

اتضح من حديث وزير الرياضية أن الأندية وخاصة أندية الصندوق كانت على دراية واضحة بالميزانيات الخاصة فيها بهذا البرنامج منذ فترة طويلة وإذا كان هناك رئيس نادٍ أو إدارة لا تعرف عن حجم المبالغ المخصصة لها فهذه مشكلة تلك الإدارة وليس برنامج الاستقطاب، وعدم إعلان حجم مخصصات أي نادٍ في برنامج الاستقطاب هو لحماية الأندية السعودية في عملية التفاوض مع وكالات اللاعبين في الخارج، ومن سياق حديث سموه يتضح أن التصعيد والاستقالات وتأجيج الشارع الرياضي بعدم وغياب العدالة في المنافسة بين الأندية قناعٌ قد سقط وانكشف كذبه وأن ما حدث من إدارات بعض الأندية بأنها ظُلمت إنما يأتي في سياق فشلها الإداري.

وكلنا يعرف أن مخرجات الإدارة الرياضية تأتي سريعة وقد تكون صادمة لجماهير بعض الأندية وتكون إداراتها تحت ضغط كبير مما يدفعها لإصدار بيانات تتهم جهات تنظيمية محددة بعدم عدالة اللعبة وهذا بعيدٌ عن الواقع، كما ادعّى رؤساء بعض الأندية أنهم مغيبون عن مخصصات أنديتهم في برنامج الاستقطاب مثلاً واتضح أن هذه الأمور واضحة للأندية كما ذكر سموه وأنه قد عُقدت ورش عمل لمندوبي الأندية في فترات سابقة لتوضيح محددات البرنامج وآلية الاستقطاب لكل الأندية.

أما من يدعي مثلاً أن ناديَيْ الهلال والنصر لهما حالة من التفضيل فالأرقام التي ذكرها وزير الرياضة في عدد اللاعبين المستقطبين لهذين الناديين أنها متساوية أو أقل من أندية أخرى مثل الاتحاد خاصة، ولكن الفرق بين أندية مثل النصر والهلال خاصة في استقطابات العام الماضي أنها عملت بشكل دقيق لاستقطاب لاعبين يحتاجهم الفريق فنياً والهلال خاصة عمل واستقطب من ميزانيته الخاصة لاعبين دعموا الفريق بشكل واضح وكانوا سبباً في تحقيقه الثلاثية الموسم الماضي مثل استقطاب الحارس ياسين بونو، إدارات تعمل مع مدربيها والمدراء الرياضيين والفنيين في عملية اختيار اللاعبين هي من يخلق الفرق، فكيف لأندية تستقطب وتجلب لاعبين بمبالغ خيالية وفي النهاية لا يشاركون بالفريق، هذه كارثة فكر إداري رياضي لا تتحمله مرحلة تطوير الرياضة الحالية.

وطن مقبل على استحقاقات رياضية قارية وعالمية يحتاج إلى نفض وتغيير منظومة الفكر الرياضي القديمة التي كانت تسير الأندية بشكل فردي ودعم إدارات تتبع لهذه الشخصية الرياضية أو حتى التي لا تفهم بالرياضة فقط لديها الشغف والمال والنتيجة لا تساوي ما يصرف عليها، الآن نشهد عملية تحول مؤسسي في العمل الرياضي ونشهد برامج إدارية وابتعاثاً في تخصصات الإدارة الرياضية وكما ذكر سمو وزير الرياضة أنه يوجد الآن حوالي ستة آلاف موظف رياضي في الأندية الرياضية بوظائف دائمة ولهم حقوق في المؤسسات التقاعدية.

أخيراً أرقام اللاعبين المستقطبين العام الماضي كان 97 لاعباً لأندية الصندوق فقط 21 لاعباً والبقية لأندية روشن دلالة على أن العدالة موجودة وأعتقد أنها سوف تأتي ثمارها وسوف تنعكس على قوة ومستوى دورينا في الأعوام المقبلة، الاستثمار من جهات وشركات داخلية وأجنبية هو القادم وهو ما ذكره سمو الوزير ولكن بتدرج وتنوع ودرجات عالية من الحوكمة حتى لا تفشل التجربة الاستثمارية كما حدثت في دول أوروبية أخرى.