يتحدث الأمريكيون عن خيار الدولتين، وأنه بدونه لن تنعم المنطقة بالاستقرار، تؤيدهم في ذلك الصين وروسيا وحلفاء أمريكا والعالم كله، ويقبل الفلسطينيون ومعهم العرب بهذا الخيار مع ما فيه من ظُلمٍ وإنكارٍ لحقوقهم فيما تمّ احتلاله من أراضٍ عام 1948م.

* *

لكن إسرائيل ترفض هذا الخيار، الذي يفضي لقيام دولة فلسطينية، ويذهب رئيس وزراء إسرائيل إلى أمريكا للتأكيد على السياسة الإسرائيلية أمام الكونجرس بأن لا دولة فلسطينية على ما يزعم أن أراضي فلسطين دولة يهودية منذ 400 ألف سنة، وأن القدس عاصمة أبدية ومُوحّدة لإسرائيل.

* *

يحدث كل هذا بينما تأتي أمريكا بوجهيها تتحدث من جهة عن خيار الدولتين، ومن جهة أخرى تقوم بدعم إسرائيل بالسلاح الذي يمنع قيام الدولة الفلسطينية المنشودة، كما يُقوّي من الموقف الإسرائيلي في التعاطي الرافض لهذا الخيار، أي أننا أمام كذبة كبيرة، وخداع مكشوف، وإنكار لحقوق فلسطينية أقرتها الأمم المتحدة، وقرارات الشرعية الدولية.

* *

أمريكا تقول إنها معنية بالمحافظة على أمن إسرائيل، لكنها لا تتحدث عن أمن الفلسطينيين، ولا عن حقوقهم بشكل جدّي وصادق، ولا تعترف بأن ما يجري في غزة إنما هو حرب إبادة تتم ضد الفلسطينيين، وتُشرّع لإسرائيل ما تسميه حقها في الدفاع عن النفس، وهي الدولة المحتلة لفلسطين، والمعتدية التي ترفض الحوار الذي يفضي إلى السلام، وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في دولة لهم على ما احتل من أراضيهم في حرب عام 1967م وعاصمتها القدس، فعن أي دولة يتحدث الأمريكيون؟!.